الدرس 79 كتابة البسملة على البطاقات

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 13 رجب 1442هـ | عدد الزيارات: 542 القسم: تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

يشرع كتابة البسملة في البطاقات وغيرها من الرسائل لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر "(قلت: هذا الحديث ضعفه الألباني في إرواء الغليل ، وقال عنه: ضعيف جدا) ، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ رسائله بالتسمية ، ولا يجوز لمن يتسلم البطاقة التي فيها ذكر الله أو آية من القرآن أن يلقيها في المزابل أو القمامات أو يجعلها في محل يرغب عنه ، وهكذا الجرائد وأشباهها ، لا يجوز امتهانها ولا إلقاؤها في القمامات ولا جعلها سفرة للطعام ولا ملفا للحاجات لما يكون فيها من ذكر الله عز وجل ، والإثم على من فعل ذلك أما الكاتب فليس عليه إثم .
* من ترك الصلاة فترة ثم تاب وبدأ يحافظ على الصلاة فالصواب أنه لا يلزمه القضاء والتوبة النصوح كافية في ذلك وهي المشتملة على الندم على ما وقع منك والاستقامة على الصلاة والعزم الصادق ألا تعود إلى تركها لقول الله عز وجل " قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " الأنفال 38 ، وقوله سبحانه " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " النور 31 ، وقوله سبحانه " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً " التحريم 8 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم " الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها " ، وقوله عليه الصلاة والسلام " التائب من الذنب كمن لا ذنب له "(قلت: رواه ابن ماجه وحسنه الألباني) ، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، ونوصيك بصحبة الأخيار والحذر من صحبة الأشرار .
* الولد الأبكم الأصم إذا كان قد بلغ الحلم يعتبر مكلفاً بأنواع التكليف من الصلاة وغيرها ، ويُعلَّم ما يلزمه بالكتابة والإشارة لعموم الأدلة الشرعية الدالة على وجوب التكاليف على من يبلغ الحلم وهو عاقل ، والبلوغُ يحصل بإكمال خمسة عشر عاماً أو بإنزال عن شهوة في الاحتلام أو غيره وبإنبات الشعر الخشن حول الفرج ، وتزيد المرأة أمراً رابعاً وهو الحيض ، وعلى وليه أن يؤدي عنه ما يلزمه من زكاة وغيرها من الحقوق المالية ، وعليه أن يعلمه ما يخفى عليه بالطرق الممكنة حتى يفهم ما أوجب الله عليه وما حرم عليه ، والله سبحانه يقول " فاتقوا الله ما استطعتم " التغابن 16 ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " إذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ." (قلت: رواه البخاري)

فالمكلف الذي لا يسمع أو لا ينطق أو قد أصيب بالصمم والبكم جميعاً عليه أن يتقي الله ما استطاع بفعل الواجبات وترك المحرمات وعليه أن يتفقه في الدين حسب قدرته بالمشاهدة والكتابة والإشارة حتى يفهم المطلوب .
* الأحكام التي شرعها الله لعباده وبيَّنها في كتابه الكريم أو على لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم كأحكام المواريث والصلوات الخمس والزكاة والصيام ونحو ذلك مما أوضحه الله لعباده وأجمعت عليه الأمة ليس لأحد الاعتراض عليه ولا تغييره ، لأنه تشريع محكم للأمة في زمان النبي وبعده إلى قيام الساعة ، ومن ذلك تفضيل الذكر على الأنثى من الأولاد وأولاد البنين والأخوة للأبوين وللأب ، لأن الله سبحانه قد أوضحه في كتابه الكريم وأجمع عليه علماء المسلمين .
فالواجب العمل بذلك عن اعتقاد وإيمان ومن زعم أن الأصلح خلافه فهو كافر ، وهكذا من أجاز مخالفته يعتبر كافراً ، لأنه معترض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى إجماع الأمة .
وعلى ولي الأمر أن يستتيبه إن كان مسلماً فإن تاب وإلا وجب قتله كافراً مرتداً عن الإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم " مَنْ بدَّلَ دينَه فاقْتُلُوهُ " .(قلت: رواه البحاري من حديث بن عباس)
* من كان له صديق يستمع الأغاني ، وثوبُه أسفلَ من الكعبين ، ويقوم بتعليق الصور في بيته ، وهو يعلم أن كل هذا حرام ، مثل هذا الرجل لا تنبغي مجالسته لإصراره على المعاصي وإعلانه لها ، وليس له حجة في قوله تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " النساء 116 ، فإنه ليس للعبد أن يقدم على المعاصي احتجاجا بهذه الآية ، فقد يكون ممن لا يشاء الله المغفرة له ، وقد يعاقب بحرمانه المغفرة وبالطبع على قلبه لإصراره وعدوانه وتهاونه وعصيانه أمر ربه الذي أمره بترك المعاصي وأداء الواجب ، وعلى المسلم نصيحة أخيه إذا رأى منه منكراً ولو كان يعلم منه أنه يعلم أنه منكر ، عملاً بقول الله سبحانه وتعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " المائدة 2 ، وقوله عز وجل " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " التوبة 71 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة ، قيل:لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " (قلت: رواه مسلم بهذا اللفظ" الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ.)"، وقوله صلى الله عليه وسلم "مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ. " رواه مسلم .

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

12 - 7 - 1442هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 7 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 139 الجزء الرابع  الحاجة للقضاء الشرعي - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 138 الجزء الرابع  أخلاق المؤمنين والمؤمنات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 137 الجزء الرابع هذا هو طريق الرسل وأتباعهم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 136 الجزء الرابع توضيح معنى الشرك بالله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 135 الجزء الرابع  بيان معنى كلمة لا إله إلا الله (3) - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 134 الجزء الرابع  بيان معنى كلمة لا إله إلا الله (2) - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر