فضل الزراعة

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 25 ربيع الأول 1442هـ | عدد الزيارات: 5456 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعدُ : فاتقوا الله عباد الله ، وبادروا إلى الأعمال الصالحة ، قال الله - تعالى:" - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ" (فصلت: 8) ، أي غير منقطع فهو أجر متصل لا ينقطع أبداً ، فأكثروا من الأعمال الصالحة واجعلوها زادكم في الآخرة.

عباد الله :

إن من الأعمال الصالحة عملاً يغفل عنه البعض من الناس وهو غرس الشجر, فقد حثّ الإسلام على الغرس ورغَّب فيه, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ “ أخرجه البخاري ومسلم .

وفي هذا الحديث فضيلة الغرس والزرع ، و أن أجر فاعل ذلك مستمرٌ مادام الغرس والزرع وما تولد منه قائما ، و أطيب المكاسب الزراعة .

عباد الله : اعلموا أنَّه من أنفع ما يكون من غرس الأشجار غرس النخل ؛ لأنَّ في كل جزء منه فائدة, وهي مَثَلُ المؤمن, فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلاَ يَتَحَاتُّفَقَالَ القَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ: “ هِيَ النَّخْلَةُ “… فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ فَقَالَ: لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا. أخرجه البخاري

ومن الأشجار النافعة أيضاً شجر السدر, وهو من أشجار الجنة -جعلني الله وإياكم من أهلها-, قال الله تعالى: " وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ " . ( الواقعة: 27 ، 28). فلا يحرم أحدكم نفسه من فضيلة غرس الأشجار النافعة, فاغرسوا النخل والسدر في مزارعكم وفي بيوتكم, وبذلك تساهمون في تكثير الغطاء النباتي والتوازن البيئي, الذي يعود نفعه على المجتمع والأجيال القادمة , فكلٌّ منكم يستطيع شراء شتلة سدرة أو فسيلة نخل بمبلغ زهيد ثم يغرسهما ومن الصور المشرقة لمجتمعنا أن جعل فيه من يهتم بهذا الأمر ويحث عليه ويساهم في غرس كثير من الأشجار.

معاشر المسلمين :

إنَّ من الناس من يقطع شجراً ولا يغرس, ويُتلِف ولا يُصلح, ويهدم ولا يبني, ويؤذي ولا يحسن, ترون أحدهم يأتي إلى شجرة يُستظل بظلالها, وتضع الطيور فيها أعشاشها, فيقتلعها من أساسها وهذا خطأ, لأنَّه يأخذ زائداً عن حاجته, ويحرم غيره الانتفاع بظلها وثمارها, ألا يكفيه أن يبحث عن أغصان يابسة قدر حاجته, تكون وقوداً لطعامه وتدفئة له, ومن المؤسف أن ترى شجرة سقطت بالكامل لأجل نار أوقدت في أصلها, في عبث وعدم مبالاةٍ من ذلك الفاعل, فمتى يعي أولئك أهمية شجر البوادي والوديان والصحاري.

أيها الأحبة :

إنَّ على من يذهبون للنزهة في البَر أن يهتموا بشأن النظافة وأن يتركوا المكان مثلما كان أو أفضل, ولا يقومون من مكانهم إلا وقد جمعوا تلك النفايات في كيس يأخذونه معهم ويلقونه في حاويات النظافة, ولو أنَّ من يخرج إلى النزهة يفعل ذلك, لما احتجنا إلى عمَّال نظافة يتولون نظافة الحدائق العامة أو يتولون نظافة الريضان والوديان.

أيها الإخوة :

إنَّ غرس الأشجار النافعة, عمل صالح, فاجعلوا لكم منه نصيباً, وحافظوا على بيئتكم ونظافتها, جعلني الله وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .

هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد

عباد الله:

إن الواجب على الإنسان أن ينظر إلى نعم الله في هذا الكون فيتأملها، ويشكر الله عليها، وأن يعرف أن وراء هذه النعم مُنْعِم وخالق ورزَّاق هو الله عز وجل كما في قوله تعالى: (فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا*، فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا* وَعِنَبًا وَقَضْبًا* وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً* وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ(عبـس الآية 24-32). فالمزارع يزرع الأرض ويغرس الأشجار، وهو معتمد على ربه، متوكل عليه ، فإذا بالحبة تنمو بقدرة الله سبحانه وتعالى فتصبح شجرة لها جذور، وساق، وسنابل، فمن الذي جعل الحبة حبات؟ إنه الله رب الأرض والسماوات.

هذا ، وصلوا على نبيكم ، فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد ، اللهم اجعلنا من أنفع الناس للناس ، واجعلنا مباركين أينما كُنَّا ، اللهم احفظ لنا وليَّ أمرنا ومقدساتنا ، وانصر جنودَنا على الروافضِ في الحد الجنوبي ،" رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " ( البقرة 201)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

1442/3/24هـ

التعليقات : 1 تعليق
الأربعاء 12 شهر رمضان 1443هـ

(غير مسجل)

محمد عبيد ال مانع

جزاكم الله خيرا
[ 1 ]
إضافة تعليق

7 + 6 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي