الدرس 55

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " ثلاث من أخلاق الإيمان: من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل ، ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق ، ومن إذا قَدَرَ لم يتعاطَ ما ليس له "

موضوع

أخرجه الطبراني وعنه أبو نعيم وابن بشران من طريق حجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني حدثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك مرفوعا .

قال الطبراني :" لم يروه عن الزبير بن عدي إلا بشرُ بن الحسين"، وهو كذاب، وراويه عنه الهمداني مجهول .

2- " حجوا ، فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماءُ الدرنَ "

موضوع

، رواه أبو الحجاج يوسف بن خليل عن يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد مرفوعا وموقوفا. وقال الهيثمي : فيه يعلى بن الأشدق وهو كذاب.

3- " حجوا قبل أن لا تحجوا ، يقعد أعرابُها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد "

باطل

رواه أبو نعيم والبيهقي والخطيب من طريق عبد الله ابن عيسى بن بحير حدثني محمد بن أبي محمد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

عبد الله هذا هو الجَنَدي ، ذكره العقيلي في الضعفاء ثم ساق له هذا الحديثَ وقال : إسناد مجهولٌ فيه نظر ، وقال الذهبي : إسناد مظلمٌ وخبرٌ منكرٌ ، وشيخُه محمدُ بنُ أبي محمد مجهولٌ كما قال أبو حاتم .

4- "حجوا قبل أن لا تحجوا، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع بيده معول يهدمها حجراً حجرا "

موضوع.

أخرجه الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني حدثنا حصينُ بن عمر الأحمسي حدثنا الأعمشُ عن إبراهيم التيمي عن الحارثِ بنِ سويد عن علي مرفوعا

قال الذهبي : "حصينُ واهٍ ، ويحيى الحِمَّاني ليس بعمدة ". حصين كذاب كما قال ابن خراش وغيرُه ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات .

5- " من غش العربَ لم يدخلْ في شفاعتي ، ولم تنله مودتي "

موضوع

، أخرجه الترمذي وأحمد من طريق حصين بنِ عمرَ عن مخارق بنِ عبد الله عن طارق بن شهاب عن عثمانَ بنِ عفانَ مرفوعا.

قال الترمذي :" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي ، وليس عند أهل الحديث بذلك القوي ". بل هو كذاب .

6- " للإمام سكتتان فاغتنموا القراءة فيهما بفاتحة الكتاب "

لا أصل له مرفوعا ، وإنما رواه البخاري في (جزء القراءة) عن أبي سلمةَ بنِ عبد الرحمن بن عوف قال ... فذكره موقوفا عليه.

وإسناده حسن ، ثم رواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفا عليه ، وإسناده حسن أيضا ، ولكن لا يصح رفعه .

7- " كان للنبي صلى الله عليه وسلم سكتتان ، سكتة حين يكبر ، وسكتة حين يَفْرُغ من قراءته "

ضعيف

أخرجه أبو داودَ والترمذي وابنُ ماجه وغيرُهم من حديث الحسن البصري عن سمرةَ بن جندب.

وهذا سند ضعيف أعله الدارقطني بالانقطاع . ثم الحسن البصري على جلالة قدره مدلسٌ كما سبق التنبيه على ذلك مراراً .

8- " لئن أظهرني اللهُ عليهم - يعني كفار قريش الذين قتلوا حمزة - لأمثِّلنَّ بثلاثين رجلاً منهم "

ضعيف

، رواه ابن إسحاق في السِّيَرِ عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار.

ذكره الحافظ ابنُ كثير وضعفه بقوله :" وهذا مرسل وفيه رجل مبهم لم يُسم ، وقد روي من وجه آخر متصل" . وهذا المتصل ضعيف كما يأتي بعده .

9- " لئن ظفرت بقريش لأمثِّلنَّ بثلاثين رجلاً منهم ، فأنزل الله عز وجل في ذلك { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا} [النحل 126] إلى قوله {... يَمْكُرُونَ } [127] "

ضعيف

، رواه الطبراني عن أحمد بنِ أيوبَ بنِ راشد البصري أنبأنا عبدُ الأعلى عن محمد بن إسحاقَ حدثني محمدُ بنُ كعبٍ القرظي والحكمُ بن ُعُتيبةَ عن مقسم ومجاهد عن ابن عباس

وهذا سند ضعيف ، قال الهيثمي : فيه أحمدُ بنُ أيوبَ ابنِ راشد وهو ضعيف .

10- " رحمة الله عليك إن كنتَ ، ما علمتُ ، لوصولاً للرحم فعولاً للخيرات ، والله لولا حزنُ مَنْ بَعْدَك عليك لسرني أن أتركك حين يحشرك اللهُ من بطون السباع - أو كلمةً نحوَها - أما والله على ذلك لأمثِّلنَّ بسبعين كمُثلتك فنزل جبريلُ عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة وقرأ { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ } [النحل 126] إلى آخر الآية ، فكفَّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - يعني عن يمينه - وأمسك عن ذلك "

ضعيف

أخرجه أبو بكر الشافعي والحاكمُ والبزارُ والطبراني والبيهقي عن صالحٍ المرِّي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة

وقال الذهبي : صالحٌ واهٍ ، وقال الحافظ ابن كثير : هذا إسناد فيه ضعف ، لأن صالحاً المرِّي ضعيف عند الأئمة.

والله المستعان

22 - 11 - 1441هـ