الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها.
1- " ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا حتى ترد إليه روحه ، ومررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم في قبره بين عائلة وعويلة " .
موضوع ،
أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق شيخه سليمان بن أحمد وهو الطبراني ، وابن عساكر عن الحسن بن يحيى الخشني حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن زيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك مرفوعا
الخشني متروك الحديث ، والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات من رواية ابن حبان عنه ثم قال : باطل : والخشني منكر الحديث جدا يروي عن الثقات ما لا أصل له .
2 " إن الأنبياء لا يُتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يُصَلُّون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور "
موضوع ، أخرجه البيهقي في كتاب ( حياة الأنبياء ) قال : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أحمد بن علي الحسنوي حدثنا أبو عبد الله بن محمد العباسي الحمصي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا إسماعيل بن طلحة بن يزيد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت عن أنس مرفوعا .
وهذا إسناد موضوع ، الحسنوي هذا متهم ، وهو شيخ الحاكم وقد ضعفه هو فقال : هو في الجملة غير محتج بحديثه ، وقال الخطيب : لم يكن بثقة ، وقال فيه محمد بن يوسف الجرجاني : هو كذاب
3- " من صلى عليّ عند قبري سمعته ، ومن صلى عليّ نائياً وُكِّل بها ملك يبلغني ، وكُفي بها أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيدا أو شفيعا "
موضوع ،
أخرجه ابن شمعون في الأمالي والخطيب في تاريخه وابن عساكر من طريق محمد بن مروان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
وأخرجه العقيلي في الضعفاء وقال : لا أصل له من حديث الأعمش وليس بمحفوظ ، وقال ابن نمير عن هذا الحديث : محمد بن مروان ليس بشيء ، والحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من رواية العقيلي ثم قال : لا يصح ، محمد بن مروان كذاب
4- " من حج حجة الإسلام وزار قبري ، وغزا غزوة وصلى عليّ في المقدس لم يسأله الله فيما افترض عليه "
موضوع ،
أورده السخاوي في القول البديع وقال :" هكذا ذكره المجد اللغوي وعزاه إلى أبي الفتح الأزدي في الجزء الثامن من فوائده"، وفي ثبوته نظر لقد تساهل السخاوي رحمه الله فالحديث موضوع ظاهر البطلان فكان الأحرى به أن يقول فيه كما قال في حديث آخر : ( لوائح الوضع ظاهرة عليه ، ولا أستبيح ذكره إلا مع بيان حاله ) .
5- " ما من مسلم يسلم علي في شرق ولا غرب إلا أنا وملائكة ربي نرد عليه السلام ، فقال له قائل : يا رسول الله فما بال أهل المدينة ؟ فقال له : وما يقال لكريم في جيرته وجيرانه مما أمر الله به من حفظ الجوار وحفظ الجيران ؟ "
موضوع ،
أخرجه أبو نعيم في الحلية حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا عبيد الله بن محمد العمري حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا .
وقال أبو نعيم : "غريب من حديث مالك تفرد به أبو مصعب ". ومن طريقه أخرجه الدارقطني في ( غرائب مالك ) ثم قال : ليس بصحيح ، تفرد به العمري وكان ضعيفا ، وقال السخاوي في القول البديع : وفي سنده عبيد الله بن محمد العمري واتهمه الذهبي بوضعه .
6- " من سب الأنبياء قُتل ، ومن سب أصحابي جُلد "
موضوع ،
أخرجه الطبراني في الصغير ، وفي سنده عبيد الله بن محمد العمري ضعيف ومتهم بالكذب والوضع كما تقدم في الحديث السابق
7- " أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة ، وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة "
باطل لا أصل له ،
صرح ابن القيم رحمه الله في ( الزاد ) ببطلانه فقال : وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل اثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين .
8- " ما قبل حج امريء إلا رفع حصاه ، يعني حصى الجمار "
ضعيف ، رواه الديلمي عن ابن عمر مرفوعا
واقتصاره في العزو على الديلمي إشارة منه على ضعف الحديث وقد صرح بذلك الإمام البيهقي .
9- " حلت شفاعتي لأمتي إلا صاحب بدعة "
منكر ،
أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتابه القيم (البدع والنهي عنها) من طريق أبي عبد السلام قال : سمعت بكر بن عبد المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
الحديث مرسل ، بكر هذا تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع إرساله فالسند إليه ضعيف لأن أبا عبد السلام واسمه صالح بن رستم الهاشمي مجهول كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب .
10- " من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك "
منكر ،
أخرجه البيهقي من طريق جابر بن نوح عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : (وأتموا الحج والعمرة لله) قال : فذكره
وهذا إسناد ضعيف ضعفه البيهقي بقوله :" فيه نظر"
ووجهه أن جابرا هذا متفق على تضعيفه وأورد له ابن عدي هذا الحديث وقال : لا يعرف إلا بهذا الإسناد ، ولم أر له أنكر من هذا .
والله المستعان
16 - 7 - 1441هـ