الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
النسخ لغة : له معنيان ، الإزالة ، ومنه نَسَخَتِ الشمسُ الظلَّ ، أي أزالته ، والنقل ومنه نسختُ الكتاب إذا نقلت ما فيه ، فكأن الناسخ قد أزال المنسوخ أو نقله إلى حكم آخر .
واصطلاحا : رَفْعُ الشارع حكما منه متقدما بحكم منه متأخر .
أهميته وصعوبته وأشهر المُبَرِّزين فيه :-
معرفة ناسخ الحديث من منسوخه فن مهم صعب فقد قال الزهري : أَعْيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ الحديث من منسوخه .
وأشهر المبرزين فيه هو الإمام الشافعي فقد كانت له فيه اليد الطولى والسابقة الأولى ، قال الإمام أحمد لابن وارة - وقد قدم من مصر - كتبتَ كُتبَ الشافعي ؟ قال : لا ، قال : فرَّطت ، ما علمنا المُجْمل من المُفَسَّر ولا ناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي .
بِمَ يُعْرَفُ الناسخ من المنسوخ
يعرف ناسخ الحديث من منسوخه بأحد هذه الأمور :
أ- بتصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم : كحديث بُريدة في صحيح مسلم ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة )
ب- بقول صحابي : كقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه (كانَ آخِرُ الأمرَينِ مِن رسولِ اللَّهِ ، تَرْكَ الوضوءِ ، مِمَّا مسَّتِ النَّارُ ) صحيح النسائي للألباني.
ج- بمعرفة التاريخ : كحديث شداد بن أوس (أفطر الحاجم والمحجوم) رواه أبو داود ، نُسِخ بحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو مُحْرِمُ صائم ، أخرجه مسلم ، فقد جاء في بعض طرق حديث شداد أن ذلك كان زمن الفتح وأن ابن عباس صحبه في حجة الوداع .
د- بدلالة الإجماع : كحديث (من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه) رواه أبو داود والترمذي
قال النووي : دلَّ الإجماع على نسخه
والإجماع لا يَنسخُ ولا يُنْسخُ ، ولكن يدل على ناسخ
أشهر المصنفات فيه
أ- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي .
ب- الناسخ والمنسوخ للإمام أحمد .
ج- تجريد الأحاديث المنسوخة لابن الجوزي .
وبالله التوفيق
15 - 7 - 1441هـ