الدرس الثامن عشر باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

تحقيق التوحيد: تخليصه من شوائب الشرك، فمن حقق توحيده وسلم من الشرك والبدع والمعاصي دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب؛ لأن الشرك الأكبر ينافي التوحيد، والأصغر ينافي كمال التوحيد ، والبدع والمعاصي تقدح فيه وتنقص ثوابه

قول المصنف :" باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب" .

قوله (مَنْ) شرطية وفعل الشرط حقق وجوابه دخل.

وقوله : بلا حساب أي بلا عذاب. وتحقيق التوحيد هو معرفته، والاطِّلاع على حقيقته، والقيام بها علما وعملا، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفا، وإنابة وتوكلا، ودعاء وإخلاصا، وإجلالا وهيبة، وتعظيما وعباده، فلا يكون في قلبه شيء لغير الله، وقد ذكر المؤلف في هذا الباب آيتين .

" الآية الأولى:قوله تعالى" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "(النحل 120) ."

" الآية الثانية :"وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ" (المؤمنون59)"

قول "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً"، أي قدوة وإماما، داعيًا للخير وحدَهُ صابرًا عليه، فيدعو إلى الحقِّ ويستقيمُ عليه وحدَهُ عند فسادِ النَّاسِ.

قوله (قانتاً) القنوت دوام الطاعة والاستمرار فيها على كل حال فهو مطيع لله ثابت على طاعته مديم لها في كل حال .

وقوله (حنيفاً) .أي من الحنف وهو الميل، فهو مائل عن عبادة غير الله عزَّ وجل، مقبل عليه .

وقوله (ولم يك من المشركين) تأكيد لاستمراره على التوحيد. فقد كان عليه الصلاة والسلام معصوماً من الشرك مع أن قومه كانوا مشركين، وبهذه الصفات حقق إبراهيم عليه السلام كمال التوحيد .

الآية الثانية: قوله تعالى:"وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ" (المؤمنون59) ، هذا من صفات أهل الإيمان أنهم مخلصون لله، فلا يعبدون معه غيرَه، بل يوحدونه ويعلمون أنه لا إله إلا الله، أحد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولد ، وأنه لا نظير له.

وبالله التوفيق

15 - 2 - 1434هـ