الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
قوله صلى الله عليه وسلم "قالَ اللَّهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ ".
أي يقارب مِلْأها.
قوله (خطايا) جمع خطيئة وهي الذنب والخطايا الذنوب ولو كانت صغيرة .
وقوله :" ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا " جملة "لا تشرك بي" في موضع نصب على الحال من التاء أي لقيتني في حال لا تشرك بي شيئاً .
قوله شيئاً أي أتى إلى الله تائبا من خطاياه مقلعا عن ذنوبه ، فكل الخطايا ساقطة،لأن الآيات والأحاديث دلت على أن أهل المعاصي على خطر وأنهم متوعدون بالنار، وقد تعلق بعض الجهلة بمثل إطلاقات هذه النصوص ، وظنوا أن هذه الكلمة تكفي بمجرد القول وإن ترك الواجبات وفعل المعاصي، وهذا مخالف لما أجمع عليه سلف الأمة ، أنه لا بد من أداء الواجبات وترك المحرمات.
قوله (لأتيتك بقرابها مغفرة) ، أي ما يقارب ملأها، وهذا في حق من مات تائبًا ، وإلا فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، وهذا جمع بين أحاديث الوعد وأحاديث الوعيد.
قول المصنف:" فيه مسائل:
" الأولى : سعة فضل الله"؛ لقوله أدخله الله الجنة على ما كان من عمل.
" الثانية : كثرة ثواب التوحيد عند الله" ؛ لقوله (لأتيتك بقرابها مغفرة).
" الثالثة : تكفيره مع ذلك للذنوب "، إن تاب من خطاياه ومات على ذلك.
" الرابعة : تفسير الآية التي في سورة الأنعام" وهي قوله تعالى(الذين ءامنوا ولم يلبسو إيمانهم بظلم) الأنعام 82 ، فالظلم هنا الشرك.
" الخامسة : تأمل الخمس اللاواتي في حديث عبادة "
الأولى والثانية : الشهادتان
الثالثة : أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
الرابعة : أن الجنة حق
الخامسة : أن النار حق
" السادسة : أنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول: لا إله إلا الله ، وتبين لك خطأ المغرورين "، ما بعد حديث عتبان هو حديث أبي سعيد وحديث أنس، وإنما يتبين خطأ المغرورين؛ لأنه لا بد أن يبتغي بها وجه الله
" السابعة : التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان" وهو أن يبتغي بقولها وجه الله ولا يكفي مجرد القول لأن المنافقين كانوا يقولونها ولم تنفعهم
" الثامنة : كون الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا إله إلا الله " ، سبق أن ذكرت ضعف الحديث ؛ ومن ثم فلا حاجة للشرح.
" التاسعة : التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات مع أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه " . سبق ذكر ضعف الحديث .
"العاشرة : النص على أن الأرضين سبع كالسموات " .سبق ذكر ضعف الحديث .
" الحادية عشرة : أن لهن عماراً " ، سبق ذكر ضعف الحديث.
" الثانية عشرة : إثبات الصفات خلافاً للأشعرية"، ففيه إثبات الوجه لله سبحانه بقوله" يبتغي بذلك وجه الله " وإثبات الكلام بقوله "وكلمته ألقاها" وإثبات القول في قوله :"قل لا إله إلا الله ".
" الثالثة عشرة : أنك إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبان: " أن الله حرم على النار من قال : لا إله إلا الله ، ييبتغي بذلك وجه الله" أن ترك الشرك ليس قولا باللسان ".لأن من ابتغى وجه الله في هذا القول لا يمكن أن يشرك أبدا.
" الرابعة عشرة:تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد عَبْدَي الله ورسولَيْه " ، فهو قد جمع في كل منهما بين العبودية والرسالة، كما أنه بيَّن أن عيسى مثل محمد وأنه عبد ورسول ، وليس ربا ولا ابنا للرب سبحانه.
" الخامسة عشرة : معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله "، أي أن عيسى انفرد عن محمد صلى الله عليه وسلم في أصل الخلقة، فقد كان بكلمة ، أما محمد عليه الصلاة والسلام فقد خلق من ماء أبيه.
" السادسة عشرة: معرفة كونه روحا منه "، أي أن عيسى عليه السلام روح من الله، و(من)هنا بيانية، أي روح جاءت من قبل الله، فهي من جملة الأرواح المخلوقة.
" السابعة عشرة: معرفة فضل الإيمان بالجنة والنار"، الفضل أنه من أسباب دخول الجنة.
" الثامنة عشرة: معرفة قوله: (على ماكان من العمل)" ، أي على ماكان من العمل الصالح ، ولو قلَّ، أو على ماكان من العمل السيء ولو كَثُر، بشرط أن لا يأتي بما ينافي التوحيد، ويوجب الخلود في النار، لكن لا بدَّ من العمل.
" التاسعة عشرة:معرفة أن الميزان له كفتان "، سبق أن ذكرنا ضعف الحديث.
" العشرون: معرفة ذكر الوجه "، يعني وجه الله تعالى.
وبالله التوفيق
15 - 2 - 1434هـ