الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:
1- "من وُلد له مولود فسماه محمداً تبركاً به كان هو ومولوده في الجنة ".
موضوع .
رواه ابن بكير في فضل من اسمه أحمد ومحمد ، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في الموضوعات ، حدثنا حامد بن حماد بن المبارك العسكري حدثنا إسحاق بن سيار أبو يعقوب النصيبي حدثنا حجاج المنهال حدثنا حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا .
قال ابن الجوزي: في إسناده من تُكلِّمَ فيه ، وقال أبو حاتم:" ليس بمتين، وضعفه ابن المديني" .
علةُ الحديث هو حامد بن حماد العسكري شيخ ابن بكير ، قال الذهبي في الميزان : روى عن إسحاق بن سيار النصيبي خبرا موضوعا هو آفته ثم ساق له هذا ووافقه الحافظ ابن حجر في اللسان ولذلك قال المحقق ابن القيم: إنه حديث باطل ، كما نقله الشيخ القاري في موضوعاته وأقره .
2- " قال الله لداود : يا داود ابني لي في الأرض بيتا ، فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أُمر به ، فأوحى الله إليه يا داود : بنيتَ بيتك قبل بيتي ، قال : أي ربِ : هكذا قلت فيما قضيت : من ملك استأثر ، ثم أخذ في بناء المسجد ، فلما تم سور الحائط سقط فشكا ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه أنه لا يصح أن تبني لي بيتا ، قال: أي رب؛ ولم ؟ قال : لما جرى على يديك من الدماء ، قال : أي رب : أو لم يكن ذلك في هواك ؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وإمائي وأنا أرحمهم فشق ذلك عليه ، فأوحى الله إليه: لا تحزن، فإني سأقضي بناءه على يد ابنك سليمان .
باطل موضوع
أورده ابن الجوزي في الموضوعات من رواية ابن حبان عن محمد بن أيوب بن سويد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير مرفوعا .
قال ابن الجوزي : قلت أخرجه الطبراني وابن مردويه في التفسير ، وقد وافق صاحب الميزان على أنه موضوع ، قال أبو زرعة : محمد بن أيوب رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة ، وقال ابن حبان : "كان يضع الحديث ، والموضوع منه قصة داود" ، أورده بتمامه الهيثمي وقال: رواه الطبراني في الكبير ، وفيه محمد بن أيوب بن سويد الرملي وهو متهم بالوضع .
3- " فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة "
موضوع ،
أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق عثمان ابن عبد الله القرشي حدثنا إسحاق بن نجيح الملطي حدثنا عطاء الخراساني عن أبي هريرة مرفوعا وقال : عثمان وشيخه كذابان ، وتعقبه السيوطي في اللآليء بقوله :" قلت : اقتصر العراقي في تخريج الإحياء على تضعيفه" .
4-" ذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع ناداه مناد من السماء: أين تذهب يا أفسق الفاسقين "
موضوع.
أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق الطبراني ، قال حدثنا علي بن سعيد الرازي قال حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال حدثنا الوليد بن موسى الدمشقي قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أنس مرفوعا.
وابن موسى، قال الذهبي في الميزان: قال الدارقطني: منكر الحديث ، وقال غيره : متروك ، ووهاه العقيلي وابن حبان ، وله حديث موضوع .
ولعله يشير إلى هذا الحديث فإنه ظاهر الوضع لأن الارتفاع بالبناء القدر المذكور في هذا الحديث ليس ذنبا حتى يُحكم على فاعله بأنه أفسق الفاسقين ، فقاتل الله الوضاعين ، ما أقل حياءهم وأجرأهم على النار .
5- " من بنى بناءً فوق ما يكفيه كُلِّف يوم القيامة بحمله على عاتقه "
باطل ،
أخرجه الطبراني وابن عدي وأبو نُعيم من طريق المسيب بن واضح حدثنا يوسف عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
وقال أبو نعيم وابن عدي غريب من حديث الثوري تفرد به المسيب عن يوسف .
وهذا سند ضعيف من أجل يوسف بن أسباط ، قال أبو حاتم : كان رجلا عابدا دفن كتبه وهو يغلط كثيرا وهو رجل صالح لا يُحتج به ، ذكره ابنه بحديثه في الجرح .
6- " لا تسقوني حلب امرأة ".
منكر.
أخرجه وكيع في " الزهد "حدثنا قيس بن الربيع عن امرئ القيس عن عاصم بن بحير عن ابن أبي الشيخ المحاربي قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نصركم الله يا معشر محارب! لا تسقوني … " وأخرجه ابن سعد في " الطبقات " من طريقين آخرين عن قيس بن الربيع به، وزاد أحدهما: قال قيس بن الربيع: فرأيت امرأ القيس إذا أتى بشيراز (كذا) قال: حلاب امرأة هذا؟ .
وهذا إسناد ضعيف مظلم، ابن أبي الشيخ لا يعرف إلا في هذا الحديث بهذا الإسناد
7- " من بنى بنيانا في غير ظلم ولا اعتداء أو غرس غرسا في غير ظلم ولا اعتداء كان أجره جاريا ما انتفع به أحد من خلق الرحمن تبارك وتعالى "
ضعيف ،
أخرجه أحمد والطحاوي في المشكل من طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه مرفوعا ، وهذا ضعيف من أجل زبان فإنه ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته كما قال الحافظ في التقريب ، والحديث قال في (المجمع): رواه أحمد والطبراني في (الكبير)، وفيه زبان بن فائد ضعفه أحمد وغيره.
8- " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله "
موضوع .
أخرجه الترمذي وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن عدي والخطيب في تاريخه من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب وليس إسناده بمتصل ، وخالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل .
قلت: أنَّى له الحسن فإنه مع هذا الانقطاع فيه محمد بن الحسن هذا كذبه ابن معين وأبو داود كما في الميزان ثم ساق له هذا الحديث ، ولهذا أورده الصغاني في الموضوعات ، ومن قبله ابن الجوزي ذكره من طريق ابن أبي الدنيا ثم قال : لا يصح ، محمد بن الحسن كذاب .
9- " الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض "
موضوع .
أخرجه ابن عدي والحاكم والقضاعي من طريق الحسن بن حماد الضبي حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه مرفوعا ، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح فإن محمد بن الحسن هذا هو التل وهو صدوق في الكوفيين ووافقه الذهبي ، وهذا منه خطأ فاحش لأمرين:
الأول: أن فيه انقطاعا كما ذكره الذهبي نفسه في الميزان بين علي بن الحسين وجده علي بن أبي طالب.
ثانيا: أن محمد بن الحسن الهمداني هذا ليس هو التل الصدوق كما قال الحاكم وإنما هو محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكذاب المذكور في الحديث المتقدم .
10- " ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم : تدعون الله ليلكم ونهاركم فإن الدعاء سلاح المؤمن "
ضعيف.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أبو يعلى من حديث جابر بن عبد الله وفيه محمد بن حميد وهو ضعيف .
والله المستعان
4 - 7 - 1441هـ