الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
قول المصنف:" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عِيسَى عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ منه، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ علَى ما كانَ مِنَ العَمَلِ. أخرجاه ".
(عبادة بن الصامت رضي الله عنه): هو ابن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي أبو الوليد، أحد النقباء ، بدري مشهور، من جِلَّة الصحابة ، مات بالرملة سنة أربع وثلاثين، وله اثنتان وسبعون سنة.
قوله صلى الله عليه وسلم "مَن شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"، أي من تكلم بهذه الكلمة عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها ، أما نطقها من غير معرفة لمعناها ولا عاملٍ بمقتضاها فإن هذا غير نافع ؛ إذ كيف يشهد وهو لا يعلم، ومجرد النطق بالشيء لا يسمى شهادة به.ومعنى" لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"أي لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له. ومعنى الإله : هو المعبود، فتضمنت هذه الكلمة العظيمة أن ما سوى الله ليس بإله، وأن إلهية ما سواه باطل، فلا يستحق العبادة سواه ، كما لا تصلح الإلهية لغيره، فتضمنت نفي الإلهية عما سواه وإثباتها له وحده لا شريك له. وقد دخل في الإلهية جميع أنواع العبادة الصادرة عن تأله القلب لله بالحب والخضوع ، والانقياد له وحده لا شريك له .فالله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
وبالله التوفيق
13 - 2 - 1434هـ