الدرس 327: الأذكار 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 2 صفر 1439هـ | عدد الزيارات: 1342 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المشروع دبر الصلوات المفروضة بعد الذكر المشروع قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص وسورتي المعوذتين، وأن تكرر سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات بعد صلاة الفجر والمغرب

ومن أسباب حسن الخاتمة الاستقامة على طاعة الله ظاهراً وباطناً

إرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم ووعظهم وتذكيرهم بالله وباليوم الأخر وحثهم على المعروف ونهيهم عن المنكر مطلوب شرعاً، وهذا من دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعلى الداعية إلى الله أن يتخير لذلك الوقت المناسب والكيفية المناسبة التي ليس فيها أذى للناس، ولا جفوة، ولا تنفير لهم، وإلا انقلب معروفه منكراً

وعلى هذا ينبغي ألا يستعمل الميكروفون في الحديث بعد صلاة الفجر، دفعاً للأذى عن الناس، بخلاف الأذان، فإنا أمرنا بإبلاغ الناس ليحضروا إلى صلاة الجماعة بالمسجد، فكلما كان الصوت أندى وأعلى كان أحسن، ولو تأذى بذلك من لا يريد حضور صلاة الجماعة، بخلاف الحديث بعد صلاة الفجر بالميكروفون، وعلينا أن نقف عند ما شرع الله

المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم (‏يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة) رواه مسلم، هو أن يقول (سبحان الله وبحمده) مئة مرة

قلت: ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)

والليل يتفاوت طولاً وقصراً كما هو معروف، ويعرف ثلثه بقسمة ساعاته من غروب الشمس إلى طلوع الفجر على ثلاثة، فالثلث من ذلك من آخر الليل هو ثلث الليل الآخر، وهو جوف الليل

وينبغي للمسلم المحافظة على قراءة ما تيسر من الآيات والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة والمعوذتين

والأدعية والأذكار المأثورة فالأصل فيها التوقيف من جهة الصيغة والعدد، فينبغي للمسلم أن يراعي ذلك، ويحافظ عليه

الشعور بالاختناق في النوم قد يكون هذا من الشيطان، وقد يكون بسبب مرض، فإن النائم قد يحدث له ذلك كما هو معلوم عند الأطباء، وننصح في كل الأحوال بالأذكار عامة، وأذكار النوم خاصة، فإنها حصن من الشيطان، وتنفع صاحبها بإذن الله تعالى، ومن ذلك‏‏ قراءة آية الكرسي عند النوم، وقراءة‏‏ (‏قل هو الله أحد) و(‏قل أعوذ برب الفلق) و (‏قل أعوذ برب الناس) ثلاث مرات عند النوم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك‏

ولا يحرم التسبيح باليد اليسرى، ولكن التسبيح باليمنى أفضل من التسبيح باليسرى‏

ولا نعلم دليلاً صحيحاً يعتمد عليه في التسبيح بالسبحة بعد الانصراف من الصلاة، وكان صلى الله عليه وسلم يسبح بأصابعه، هذا هو الذي دلت عليه الأدلة، والأفضل بيده اليمنى، لفعله صلى الله عليه وسلم‏

واستخدام السبحة من الأمور العادية، والأصل فيها الجواز، ولا نعلم دليلاً يدل على منعها، وأما استخدام السبحة المصنوعة من ذهب أو فضة أو أدخل في صناعتها ذهب أو فضة فلا يجوز استخدامها، للأدلة الدالة على ذلك

ويجوز للمسلم أن يوصي أخاه بأن يدعو له عند سفره لأداء العمرة، وفي غير ذلك، وهذا من التواصي بالبر

تذكير الإخوان بعضهم بعضاً بالأذكار على الطعام أو عند النوم ونحو ذلك، لا حرج فيه، على أن لا يكون أمرأ راتباً، وهذا داخل في التعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏‏

بعد الطواف حول الكعبة سبعة أشواط يدعو بما شاء من الخير قبل الركعتين أو بعدهما، وإن ترك ذلك فلا بأس

كلمة (ونستهديه) إن الحمد لله نحمده

هذه اللفظة ‏(‏ونستهديه‏)‏ لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تثبت في أحاديث خطبة الحاجة التي ذكرها أئمة الحديث، وإنما الوارد في خطبة الحاجة ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أئمة الحديث، كالإمام مسلم، وأحمد، فلفظ أحمد عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏ (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة‏: ‏الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)، ثم يقرأ ثلاث آيات (‏يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته) آل عمران: 102-104، الحديث ولفظ مسلم عن ابن عباس‏ (إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أما بعد‏.‏..‏.) الحديث

من ترك التسمية أول الوضوء فقد ترك سنة وكذا من ترك التشهد بعد الفراغ من الوضوء فقد ترك سنة أيضاً

يشرع عند سماع صياح الديك أن يقول ‏(‏اللهم إني أسألك من فضلك‏)‏ كما جاء في الحديث، والفضل يعم كل خير

وقراءة القرآن من حيث هي قراءة ليست دعاء بمعنى المسألة، ولكنها مستلزم الدعاء، بمعنى‏ إعلان الحاجة إلى الله وإلى إحسانه ورحمته وحسن مثوبته

إن قارئ القرآن لله بإخلاص يسأل ربه أن يسبغ عليه النعماء، ويدفع عنه الشر والبلاء، وقد يمر في قراءته بآيات فيها دعاء، أو إخبار عن دعاء، كقوله تعالى (‏لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) البقرة 286 وقوله تعالى (‏فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار)البقرة 200 (‏أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب) البقرة 202وقوله (‏والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم) الحشر 10 فإذا قصد الدعاء مع التلاوة الدعاء للأحياء والأموات، رجونا أن ينفعهم الله بذلك فضلاً منه ورحمة، لكن من جهة أنه دعاء لا تلاوة قرآن

فدعاء العبد ربه وسؤاله إياه مشروع ومرغب فيه، ورفع اليدين فيه ضراعة وابتهالاً إلى الله ثابت مشروع أيضاً، وأما مسح الوجه بالكفين عقب الدعاء فقد ورد فيه حديث ضعيف، رواه ابن ماجه من طريق صالح بن حسان النضري، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والدارقطني، وقال البخاري‏:‏ منكر الحديث

وفيه حديث آخر فيه حماد بن عيسى وهو ضعيف

ولما كان الدعاء عبادة مشروعة، ولم يثبت في مسح الوجه بالكفين سنة قولية أو عملية، بل روي ذلك من طرق ضعيفة، فالأولى تركه، عملاً بالأحاديث الصحيحة التي لم يذكر فيها المسح، ولأن جميع الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة

والأصل في العبادات التوقيف، وألا يعبد الله إلا بما شرع، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حينما سمع الإقامة‏‏: أقامها الله وأدامها. ولكن روى أبو داود في ‏‏سننه، ذلك من طريق ضعيف

وبذلك يتبين أن قول ‏(‏أقامها الله وأدامها‏)‏ عند قول المقيم ‏(‏قد قامت الصلاة‏)‏ غير مشروع، لعدم ثبوته عنه صلى الله عليه وسلم، وإنما الأفضل أن يقول من سمع الإقامة مثل قول المقيم، لأنها أذان، وقد قال صلى الله عليه وسلم‏ (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول)

اللهم بصرنا بأمور ديننا وعلمنا ما جهلنا، وذكرنا ما نسينا وفقهنا في أمور ديننا، واجعل علمنا خالصاً لوجهك، ووفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى

وبالله التوفيق والسداد

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1439/2/2 هـ

‏‏

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 5 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 106 الجزء الثالث ‌‌نصيحة عامة لحكام المسلمين وشعوبهم - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 105 الجزء الثالث ‌‌نصيحة عامة حول بعض كبائر الذنوب - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 104 ‌‌ الجزء الثالث حكم الإسلام فيمن أنكر تعدد الزوجات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 103 الجزء الثالث ‌‌الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 102 الجزء الثالث : ليس الجهادللدفاع فقط - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 101 الجزء الثالث ‌‌حكم من مات من أطفال المشركين - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي