الدرس 270 جمل من الآداب

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 4 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1901 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

إخواني

تأدبوا بما أدبكم الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإن الله بعثه ليتمم مكارم الأخلاق فتممها بقوله وفعله وترك الأمة على محجة بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك مرتاب

إن الآداب التي شرعها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم آداب شاملة عامة آداب في الأكل والشرب وآداب في اللباس والنوم وآداب في معاملة الناس وآداب في كل شيء

أما الآداب في الأكل والشرب فقد عَلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا عند الأكل والشرب باسم الله وأخبر أن من لم يسم الله شاركه الشيطان في أكله وشربه وأمرهم أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين ونهاهم عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال فقال "لا يَأْكُلَنَّ أحَدٌ مِنكُم بشِمالِهِ، ولا يَشْرَبَنَّ بها، فإنَّ الشَّيْطانَ يَأْكُلُ بشِمالِهِ، ويَشْرَبُ بها." صحيح مسلم، وأمر الآكل مع غيره أن يأكل مما يليه فقال "إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. " (صحيح مسلم)، وأما اللباس فالسنة فيه أن يبدأ عند اللبس باليمين فيدخل يده اليمنى قبل اليسرى ورجله اليمنى في النعال والسراويل قبل اليسرى وأما عند الخلع فيبدأ باليسرى قبل اليمنى

وإذا لبس شيئًا جديدًا فليحمد الله الذي رزقه إياه من غير حول منه ولا قوة ورغب النبي صلى الله عليه وسلم أمته في لباس الثوب الجميل فقال "إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ" (صحيح مسلم)، وحرم على ذكور أمته لباس الحرير والذهب وأن لا يكون لبس الرجل نازلًا عن كعبيه فقال "وما أسفلَ منَ الْكعبينِ في النَّار " (صحيح ابن ماجه للألباني)وقال "ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الفاجِرِ، والْمُسْبِلُ إزارَهُ" (صحيح مسلم) وأما النوم فالسنة فيه أن ينام على الجنب الأيمن وأن ينام على طهارة ويذكر الله حتى يغلبه النوم ويقرأ آية الكرسي فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من منامه يقول الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور وقال: " فإذا استيقظ أحدُكم فلْيَقُلْ : الحمدُ للهِ الذي عافانِى في جَسَدِي ، ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي ، وأَذِنَ لي بذِكْرِه" (الكلم الطيب للألباني)،وأما الآداب في معاملة الناس فقد جاء صلى الله عليه وسلم بأكملها فحث على حسن الخلق وقال "أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا ." (صحيح الترمذي للألباني) وقال " لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ. " (صحيح مسلم)

وشملت الآداب الإسلامية كل شيء حتى الرجل عندما يريد أن يقضي حاجته فقد جعل له آدابًا فعندما يريد الدخول إلى محل قضاء الحاجة يقول:" اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ. " (صحيح البخاري) وإذا خرج قال: غفرانك، فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:" كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ." (رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا النَّسَائِيَّ).

ومن الآداب الإسلامية أن يستعمل الإنسان يده اليمنى عند الأخذ والعطاء فيأخذ بيمينه ويعطي بيمينه ولا يستعمل اليسار إلا عند الحاجة
فاتقوا الله أيها المسلمون وتأدبوا بما بلغكم من الآداب الإسلامية لترقوا إلى الكمال الخلقي والتعاملي وتفوزوا بخير الدنيا والآخرة

{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا* يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} (النساء 26- 28)

اللهم اجعلنا من المؤدبين بآداب الإسلام

وصلى الله على نبينا محمد

1435-5-4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 7 =

/500