الدرس 271 التحذير من استقدام الكفار

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 4 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1748 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

الفتن تكثر في آخر الزمان فيجب على المسلم أن يعرفها ليتجنبها

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه "كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه" وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة وقوع الفتن في آخر الزمان وحذر أمته منها، فيجب على المسلم أن يهتم بهذا الأمر غاية الاهتمام ويخاف من الوقوع في الفتن غاية الخوف، ويسأل الله السلامة منها، والفتنة قد تكون في الخير وقد تكون في الشر، قال تعالى "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (الأنبياء 35)أي نختبركم بالشدة والرخاء لننظر كيف شكركم وصبركم، ومن الخير الذي ابتلي به المسلمون في هذه البلاد كثرة الأموال مما حمل الكثير منهم على الأشر والبطر والإسراف والتبذير فعرضوا أنفسهم وبلادهم لأسوأ العقوبات، فمما سببه الغنى تساهل المسلمين بشأن الكفار وتناسي خطرهم وعداوتهم، فصار الكثير من الأغنياء والمترفين يسافر إلى بلاد الكفار بعوائلهم لا لشيء إلا للنزهة وقضاء الوقت، وقد يكون لأسوأ من ذلك هو فساد الأخلاق ومشاركة الكفار في لهوهم ومجونهم والابتعاد عن بلاد المسلمين وأخلاقهم لأنهم لا يحصلون فيها على ما تشتهي نفوسهم الأمارة بالسوء

والسفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا لغرض مباح من تجارة أو علاج أو دراسة لا يمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين، مع تمكن المسلم من إظهار دينه والمحافظة على عقيدته وابتعاده عن موطن الشر وأهله حتى يعود إلى بلاده كما ذهب منها متمسكاً بدينه وعقيدته مبغضاً للشر وأهله محباً للخير وأهله، ومما سببه توفر المال بأيدي بعض الناس جلب الكفار إلى بلاد المسلمين باسم عمال أو خدم أو سائقين أو مربين مما كثر عدد الكفار في بلاد المسلمين مع اختلاطهم بهم واطلاعهم على أسرار المسلمين مما سبب سريان عادات الكفار وأخلاقهم وربما أديانهم الكفرية بين المسلمين وتأثر الشباب والأطفال والجهال بتلك الأخلاق وتلك العقائد الفاسدة وبعض المسلمين يأتمن الكافر على ماله وعلى محارمه وأولاده ناسياً أو متناسياً قول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ" ففي هذه الآية الكريمة ينهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين من اتخاذ الكفار بطانة، وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخل أمره، ويبين سبحانه ما يكنه هؤلاء الكفار ويضمرونه في أنفسهم من عداوة للمؤمنين وأنهم يسعون للإضرار بهم بكل غال ورخيص وبكل ما يستطيعون من مكر وخديعة، وأنهم يودون أن يشقوا على المسلمين ويضايقوهم كلما سنحت لهم الفرصة، وقد ذكر لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه غلام من أهل الحيرة حافظ كاتب، وطلب منه أن يتخذه كاتباً، فامتنع من ذلك وقال قد اتخذت إذاً بطانة من دون المؤمنين قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ففي هذه الآية مع هذا الأثر دليل على أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين واطلاع على دواخل أمورهم التي يخشى أن يفشوها إلى الأعداء وهذا جانب من جوانب ضررهم على المسلمين وهناك جوانب كثيرة من أهمها تأثيرهم على المسلمين بجلب المذاهب الكفرية والأفكار الإلحادية وتلقينها لأولاد المسلمين خصوصاً إذا تولوا تربيتهم

اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل خوفنا منك رادعاً لنا من الولوغ في معصيتك يا رب العالمين

وصلى الله على نبينا محمد

1435-5-4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 9 =

/500