الدرس284 التحذير من بعض الصحف

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1821 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

الإخوة الأفاضل: احذروا الفتن ما ظهر منها وما بطن احذروا ما يفتنكم عن دينكم وشرفكم وأخلاقكم فإن الفتن تسري إلى القلوب ، فتصدها عن ذكر الله وعن الصلاة تسري إلى القلوب النقية البيضاء فتكسبها شبهة وظلمة تسري إلى القلوب التي تلين لذكر الله ، وتخشع لعظمته فتكسبها قسوة واستكبارا تسري إلى القلوب فتفتك بها كما يسري السم إلى الجسم فيفتك به احذروا أيها المؤمنون الفتن كلها ، لا تقولوا نحن مؤمنون نحن مستقيمون ولن تؤثر علينا أسباب الفتن ، لا تقولوا هكذا فإن سهام إبليس نافذة لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالفرار من الدجال خوفا من فتنته ، فقال صلى الله عليه وسلم " من سمع بالدَّجَّالِ فلينأَ عنه ، فواللهِ إنّ الرجلَ ليأتيه و هو يحسبُ أنه مؤمنٌ ، فيتبعُه ، مما يبعثُ به الشُّبُهاتِ " رواه أبو داود، وصححه الألباني فب صحيح الجامع.

إن هذا الحديث أيها المؤمنون لَعَلَم نهتدي به في كل مواقع الفتن ، أن نبتعد عنها وإن كنا نظن نخرج منها بسلام فإن الرجل لا يأمن على نفسه الفتنة

الإخوة الأكارم: لقد كثرت في عصرنا هذا أسباب الفتن وتنوعت أساليبها ، وانفتحت أبوابها من كل ناحية ، فتحت الدنيا فتنافسها كثير من الناس فأهلكتهم ، وجاءت الوسائل الإعلامية ما بين مسموعة ومشاهدة ، في وقت كثر فيه الفراغ فعكف الناس عليها ، فضاعت بها مصالح دينهم ودنياهم وأردتهم

إن وسائل الإعلام في الصحف والمجلات وغيرها لوسائل فعالة في المجتمع عقيدة وسلوكا وأخلاقا إن استعملت في الخير وتبصير الناس في دينهم ومصالح دنياهم ، كانت من أفضل الوسائل وأنفعها ، وإن استعملت في ضد ذلك كانت من أضر الوسائل وأفسدها وإن من المؤسف أن يكون في هذه الوسائل الإعلامية أي الصحف والمجلات وغيرها ما يدعو إلى الشر والفساد إلحاد في آيات الله ، وتحريف لكتاب الله ودعوة إلى انحطاط الأخلاق والتحلل من الفضيلة

وإن مما يؤسف له أن ترى البعض من المكتبات تنتن روائحها من المجلات الخليعة فتجد صاحب المكتبة قد عرض في صدر مكتبته مجلات في غاية الخلاعة والمجون وأقبح هذه المجلات التي قد طبعت على صفحاتها صور النساء الماجنة وتدخل إلى بلاد المسلمين وتباع في أسواقنا وتقع في أيدي شبابنا من ذكور وإناث فالمنظر شرا من المسمع فتجد في هذه المجلات أقوالا نابية في الحب والغرام منظومة ومنثورة تجد في هذه المجلات صورا من النساء جميلة تثير الشهوة وتفتن القلب تجد تصوير عناق وضم بين رجل وامرأة تجد أزياء وأشكالا من الألبسة على تلك الصور لا يقرها دين سماوي ولا ضمير شريف تجد دعاية للتدخين عليها صور الرجال والنساء في أيديهم سجائر فما أعظم ذنب البائع والمشتري والناشر والمنشور

رجال الإسلام: إنني أدعوكم باسم الإيمان وباسم الإسلام وبكل وصف تستحقونه من شرف وفضيلة أن لا تتسرب إلى بيوتكم وإلى أيديكم مثل هذه المجلات التي تصرفكم عن الصراط المستقيم وتحرفكم عن أخلاقكم وقيمكم إن كل ما يعرض فيها لا بد أن يؤثر على من قرأها بما تنشره من أفكار ومظاهر

أيها العظماء: إياكم أن تبذلوا الأموال في شرائها والمساهمة فيها فإن في ذلك مفاسد كثيرة منها إضاعة المال حيث يبذله فيما لا نفع فيه بل فيه مضرة وقد جعل الله المال للناس قياما تقوم به مصالح دينهم ودنياهم "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا" فمن صرف المال في غير ذلك فقد صرفه في غير محله وصدق عليه أنه أضاعه وارتكب ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من إضاعة المال ومن مفاسدها إضاعة الوقت الذي هو عند العقلاء أثمن من المال لأنه ظرف العمل ونتيجته وسعادة المرء وشقاوته وهو مسؤول عنه كما يسأل عن المال فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم" رواه الترمذي وقال غريب قال الألباني ولكنه صحيح لشواهده

ولو أمضى الإنسان وقته في قراءة ما ينفعه كالقرآن وتفسيره والحديث وشرحه وتاريخ حياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين لحصل له خير كثير وكسب عمره في هذه الدنيا

ومن مفاسد هذه المجلات الخليعة ما يحدث للقلب من هيام في الحب وإغراق في الخيال الذي لا حقيقة له فيه كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا يسيح قلبه في خيال فارغ لا يحصل به إلا قلق النفس وتشتيت الفكر ونسيان مصالح دينه ودنياه ومن مفاسدها تأثيرها على الفكر والأخلاق والعادات حيث يألف ما يقرؤه من أفكار منحرفة وما يشاهده من مظاهر فاتنة في الصور وأزياء الألبسة وغيرها فيتأثر بذلك الفرد والمجتمع وينطبعان بهذا الطابع الفاسد ومن مفاسدها إغراء ناشريها على نشرها وتقوية رصيدهم المالي لينشروا ما هو أفظع من ذلك وأقبح متى سنحت لهم الفرصة فيكون المشتري والمشترك والمتقبل لها مشاركا في نشر الفساد وعليه من إثمه نصيب
أيها المؤمنون: قاطعوا هذه المجلات وجانبوها وإياكم واقتناءَها واحذروها

أعاذني الله وإياكم من مضلات الفتن وحمانا جميعا بقوته وعزته من الزيغ والزلل وجعلنا دعاة إلى الخير والرشاد نهاة عن الشر والفساد إنه هو الكريم الجواد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1435-5-3 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 3 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي