الدرس 195: الأيمان 3

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

س: أنا متزوج وأقسمت أن أتزوج ثانية ؟

ج: ما حلفت عليه من الزواج خير ومرغب فيه وفيه تكثير المسلمين ولكن إذا لم تف بيمينك فإنه يلزمك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة مؤمنة فإن لم تجد فصم ثلاثة أيام لقوله تعالى "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ" الآية 89 سورة المائة ولقول النبي صلى الله عليه وسلم "إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خير منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير" أو قال "إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني" رواه البخاري ومسلم

فالحلف بالله أو بصفة من صفاته يوجب كفارة يمين

س: زوجتي تحلف كثيراً لغير ضرورة ؟

ج: لا يجوز ذلك لقوله تعالى "وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ" المائدة (89) ولقوله صلى الله عليه وسلم "إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق" رواه مسلم والتنبيه على البيع دون غيره لوقوع كثرة الحلف فيه في وقت النهي ومن القواعد المقررة أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

س: أم عجوز أقسمت ألا تخرج من بيتهم إلا إلى المقبرة ولكن نقلوا من البيت هذا الذي كانوا فيه ؟

ج: لا إثم عليها في خروجها من ذلك البيت بعد خروجهم منه لأن الظاهر قصدها البقاء مع أولاد ابنها فيه عطف عليهم وهم الذين خرجوا منه مع أمهم وتركوها فيه وعلى هذا فليس عليها كفارة يمين بخروجها منه وليس عليها العودة إليه

س: ما حكم من أقسم بالله ألا يفعل شيئاً وهو في حالة غضب ؟

ج: إذا كان في شدة غضب لا يدري معها ما يقول أو لا يتمالك معها نفسه بل يكون شبه الملجأ فلا تلزمه كفارة وإذا كان الغضب خفيفا يتمالك معه نفسه فعليه كفارة يمين

ومن حلف يظن صدق نفسه فتبين أن الواقع خلاف ما حلف عليه فليس عليه شيء

ومن حلف وهو يعلم أنه كاذب فهو آثم يجب عليه الاستغفار والتوبة وليس عليه كفارة

ومن حلف على زوجته أن تفعل كذا ولم تفعله فعليه كفارة يمين

س: نذرت على أحد بقولي والله نذراً على رقبتي لتفعل كذا فلم يتم ذلك ؟

ج: يجب عليك كفارة يمين واحدة لحنثك في اليمين والنذر لأن المحلوف عليه أمر واحد

س: واحد حلف فقال تحرم علي مكة والمدينة رأي الوجه الوجه أي ثانية ثم عاد إلى رؤيتها ؟

ج: إذا حلف بتحريم مكة والمدينة ثم حنث في يمينه لزمه كفارة يمين

س: عاهدت رجلاً على أن أتزوج ابنته ولكن والدي رفض ذلك ؟

ج: يجب عليك كفارة يمين عن عدم وفائك بالعهد بالزواج من ابنة الرجل

س: جئت لشخص أطلب منه حاجة فقال إذا لم تجدها عنده تعطيني خروف فأقسمت أن أعطيه إياه ولم أجدها ؟

ج: ليس عليك خروف في هذا الأمر لأن هذه مراهنة باطلة وعليك كفارة عن حلفك

س: ما الفرق بين العهد واليمين أو القسم وأيهما أعظم وما معنى العهد ؟

ج: إذا قال أعاهدك بالله أو أقسم أو حلف بالله عليك أن تفعل كذا مثلاً فكلها أيمان منعقدة تجب بها الكفارة إذا حنث فيها

س: هل للقسم المكره عليه صاحبه كفارة ؟

ج: من شروط وجوب الكفارة في اليمين أن يحلف مختارا أما من أكره على الحلف فلا كفارة عليه لقول الله تعالى "مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ" (النحل 106)ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عفي لأمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه

س: ما حكم الاستمناء في نهار رمضان كما أنه أخذ من والده مبلغاً قبل وفاته ولم يعده له ؟

ج: يجب عليك قضاء اليوم الذي استمنيت فيه مع التوبة إلى الله تعالى من ذلك لأن الاستمناء حرام ويبطل الصيام فلا تعد لمثله لا في رمضان ولا في غيره

وأما المبلغ الذي أخذته من والدك المتوفى فيجب عليك رده إلى ورثته لأنه حق لهم

س: ما حكم الحلف على الأطفال ؟

ج: إذا حلفت هذه المرأة على أولادها أو غيرهم حلفا تقصد به أن يفعلوا شيئا أو نهيهم عن فعله فخالفوها بترك ما أمرتهم به أو فعل ما نهتهم عنه في حلفها فإنها يمين منعقدة يجب عليها الكفارة

فيجب على هذه المرأة أن تكفر كفارة يمين عن كل يمين عقدتها إذا لم تكن على فعل واحد أما إن كانت على فعل واحد فتكفي عنها كفارة واحدة كما ننصح هذه الأم بأن لا تجعل الله عرضة لأيمانها وأن لا تكثر من الحلف لأتفه الأسباب وأن لا تلزم نفسها بأيمان قد تعجز عن كفارتها أو إحصائها فتقع في الإثم قال الله تعالى "وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ"(المائدة 89) وقال تعالى: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ (البقرة 224)

س: لقد حلفت ذات مرة أن لا أفعل معصية معينة ولكن مع الأسف وقعت في تلك المعصية عدة مرات ولقد حلفت أيضا أن لا أنظر إلى ما حرم الله وإلا فأصوم يوما إذا نظرت وقد نظرت إلى المحرم ؟

ج: تلزمك كفارتان واحدة عن اليمين بالله والثانية عن النذر الذي نذرته ألا تنظر إلى ما حرم الله ثم خالفت في كلا الحالين

س: حصل خلاف بيني وبين زوجتي فقلت لها والله ما عاد تحلين لي ؟

ج: إذا لم تقصد بالعبارة المذكورة ظهارا فإنها يمين مكفرة فتكفر عن يمينك وتحل لك زوجتك

وإن كنت تقصد بذلك اللفظ ظهارا فإنك تمتنع عن وطء زوجتك حتى تكفر كفارة ظهار وهي تحرير رقبة مؤمنة فإن لم تستطع فإنك تصوم شهرين متتابعين فإن لم تستطع لكبر أو مرض فإنك تطعم ستين مسكينا لكل مسكين كيلو ونصف من البر أو الأرز أو نحوهما من قوت البلد وعليك التوبة مما حصل منك وعدم العودة لمثله مستقبلا لأن الله عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم على تحريم ما أحل الله له بقوله تعالى: لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ.(التحريم 1).إلى قوله: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ(التحريم 2)

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

1435-4-13 هـ