الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قول المصنف :"باب لا يَقُول: عَبْدِي، وأَمَتِي".
هذا الباب مِمَّا ينافي كمالَ التوحيد ، فنهي عن ذلك؛ سدّاً للطرق التي تفضي إلى الشرك، فعندما يخاطب الرجلُ غلامَه أو جاريتَه فلا يقلْ عبدي وأمتي ؛ تأدباً مع الله تعالى ، وَلْيَقُلْ : فتاي وفتاتي ونحوَ ذلك ؛ لأنَّ العبيدَ عبيدُ الله والإماءَ إماءُ الله.
قوله": في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، وليقل: سيدي ومولاي." ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي" .
جاء الحديث بلفظ "لا يَقُلْ أحَدُكُمْ: أطْعِمْ رَبَّكَ، وضِّئْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ، ولْيَقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلايَ، ولا يَقُلْ أحَدُكُمْ: عَبْدِي، أَمَتِي، ولْيَقُلْ: فَتايَ، وفَتاتي، وغُلامِي" أخرجه البخاري ومسلم واللفظ للأول.
قوله صلى الله عليه وسلم :"لا يَقُلْ أحَدُكُمْ: ،" هذا نهي من الرسول صلى الله عليه وسلم .
قوله:"أطْعِمْ رَبَّكَ"، أي ناوله الطعام ،قوله :"وضِّئْ رَبَّكَ"أي ائته بالوضوء، قوله "اسْقِ رَبَّكَ" أي قَدِّم له الماءَ.
ثمَّ بيَّن الرسولُ صلى الله عليه وسلم اللفظ الذي يقوله المملوك لمالكه فقال: "ولْيَقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلايَ،" كما بيَّن الرسولُ صلى الله عليه وسلم اللفظ الذي يقوله المالك للمملوك وهو" فَتايَ، وفَتاتي، وغُلامِي".
قوله: "فيه مسائل :"
"المسألة الأولى: النهي عن قول عبدي ، وأَمَتي "، تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم "لا يَقُلْ أحَدُكُمْ: عَبْدِي، أَمَتِي،".
"الثانية :لا يقُولْ العبد: ربي، ولا يُقال له: اطعمْ ربَّك "،تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم "لا يَقُلْ أحَدُكُمْ: أطْعِمْ رَبَّكَ، وضِّئْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ وليقل: سيدي ومولاي".
"الثالثة: تعليم الأول قول: فتاي وفتاتي وغلامي،" المراد بالأول: المالك.
"الرابعة:تعليم الثاني قول: سيدي ومولاي،" المراد بالثاني المملوك.
الخامسة : التنبيه للمراد وهو تحقيق التوحيد حتى في الألفاظ، المراد بذلك سد الطرق التي تفضي إلى الشرك .
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434/6/6 هـ