الدرس 66 باب الشفاعة 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 6 ربيع الأول 1434هـ | عدد الزيارات: 1726 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

الآية الثالثة : قال الله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ (البقرة آية 255)، في هذه الآية ردٌّ على المشركين الذين اتخذوا الشفعاء من دون الله من الملائكة والأنبياء والأصنام المصورة على صور الصالحين وغيرهم، وظنوا أنهم يشفعون عنده بغير إذنه، فأنكر ذلك عليهم، وبيَّن عظيم ملكوته وكبريائه، وأن أحدا لا يتمالك أن يتكلم يوم القيامة إلا إذا أذن له بالكلام.

الآية الرابعة: قال الله تعالى " وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى " (النجم 26)

قوله تعالى وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ ، كم: خبرية للتكثير، والمعنى ما أكثر الملائكة الذين في السماء، ومع ذلك لا تغني شفاعتهم شيئا إلا بعد إذن الله ورضاه .
قوله " إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى "

للشفاعة شرطان، هما :
الأول : الإذن من الله لقوله : " أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ "
الثاني : رضاه عن الشافع والمشفوع له لقوله "ويرضى"، وكما قال تعالى وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ،فلا بد من إذنه تعالى ورضاه عن الشافع والمشفوع له إلا في التخفيف عن أبي طالب، وقد سبق ذلك في الدرس الماضي

الآية الخامسة: قوله تعالى:" قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ* " (سبأ 22)

هذه الآية هي التي قيل فيها: إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب لمن وعاها وعقلها، وقد قطع الله الأسباب التي يتعلق بها المشركون جميعها قطعا يعلم من تأمله وعرف أن من اتخذ من دون الله وليا فمثله "كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "(العنكبوت41) ،

قوله تعالى قُلِ ادْعُوا ،الأمر في قوله "ادعوا " للتحدي والتعجيز، وهو دعاء مسألة، فلو دعوهم لا يستجيبون لهم .


قوله تعالى " لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ "

واحدة الذر: وهي صغار النمل، ويضرب بها المثل في القلة، والمقصود بذكر الذرة المبالغة،

قوله " وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ" أي: ما لهؤلاء الذين تدعون من دون الله
فيهما ، أي: في السماوات والأرض
مِنْ شِرْكٍ أي: مشاركة، أي لا يملكونه انفرادا ولا مشاركة
قوله وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ الضمير في وَمَا لَهُ يعود إلى الله تعالى، وفي "منهم" يعود إلى الأصنام أي ما لله تعالى من هذه الأصنام ظهير، و" ظهير": بمعنى معين.فالرب لا يحتاج إلى أحد ولا يخاف من أحد، فهو المالك لكل شيء ، القادر على كل شيء.

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434-3-5هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 139 الجزء الرابع  الحاجة للقضاء الشرعي - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 138 الجزء الرابع  أخلاق المؤمنين والمؤمنات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 137 الجزء الرابع هذا هو طريق الرسل وأتباعهم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 136 الجزء الرابع توضيح معنى الشرك بالله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 135 الجزء الرابع  بيان معنى كلمة لا إله إلا الله (3) - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 134 الجزء الرابع  بيان معنى كلمة لا إله إلا الله (2) - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر