الدرس64 باب قول الله تعالى حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ 4

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

قول المصنف:"عن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة (أو قال رعدة شديدة) خوفا من الله عز وجل فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سبحانه، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء، سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول قال الحق، وهو العلي الكبير، فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل".

هذا الحديث قد ذكره ابنُ كثير من رواية ابن أبي حاتم، وذكر فيه علةً، وهي أن في سنده الوليد بن مسلم، وهو مُدَلسٌ وقد رواه عن شيخه بالعنعنة، فيكون في الحديث ضعف ،كما ضعف إسناده الألباني في تخريج كتاب السنة ؛ ولذا نصرف النظر عن شرحه.

قول المصنف:" فيه مسائل"

"المسألة الأولى : تفسير الآية "وهي قوله تعالى:"حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ " (سبأ 23)

"المسألة الثانية : ما فيها من الحجة على إبطال الشرك خصوصا من تعلق على الصالحين ، وهي الآية التي قيل إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب ."، وهي قوله تعالى "حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ " (سبأ 23)، وذلك أنَّ الملائكةَ وَهُمْ من هُمْ في القوةِ والعظمةِ يُصْعَقُونَ ويَفْزعُونَ من تعظيم الله، فكيف مَنْ دونَهم؟! .

"المسألة الثالثة :تفسير قوله :" قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " (سبأ 23)،سبق تفسيرها.

"المسألة الرابعة : سبب سؤالهم عن ذلك ."شدة خوفهم من الله.

"المسألة الخامسة : أن جبريل يجيبهم بعد ذلك بقوله: قال: كذا وكذا" أي يقول: قال: الحق

"المسألة السادسة : ذكر أن أول من يرفع رأسه جبريل "، تؤخذ من حديث النواس بن سمعان وهوضعيف .

"المسألة السابعة : أنه يقول لأهل السماوات كلهم لأنهم يسألونه "، تؤخذ من حديث النواس بن سمعان وهوضعيف .

"المسألة الثامنة : أن الغشي يعم أهل السماوات كلهم ."، تؤخذ من حديث النواس بن سمعان وهوضعيف .

"المسألة التاسعة : ارتجاف السماوات لكلام الله "تؤخذ من حديث النواس بن سمعان وهوضعيف .

"المسألة العاشرة: أن جبريل هو الذي ينتهي به الوحي إلى حيث أمره الله"، تؤخذ من حديث النواس بن سمعان وهوضعيف

"المسألة الحادية عشرة : ذكر استراق الشياطين " أي الذين يسترقون ما يسمع في السماوات

"المسألة الثانية عشرة : صفة ركوب بعضهم بعضا ." وصفَهُ سفيانُ بنُ عُيينة رحمه الله، بأن حَرَّفَ يدَه وبدَّدَ بينَ أصابعه

"المسألة الثالثة عشرة : إرسال الشهب ."يعني التي تحرق مسترقي السمع " إِلَّا مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُۥ شِهَابٌ ثَاقِبٌ" (الصافات 10) ،

"المسألة الرابعة عشرة: أنه تارة يدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، وتارة يلقيها في أذن وليه من الإنس من قبل أن يدركه."

" المسألة الخامسة عشرة: كون الكاهن يصدق بعض الأحيان" ، لأنه يأتي بما سمع المسترق من السماء ، ويزيد عليه، وإذا وقع ما في السماء كان صادقا .

" المسألة السادسة عشرة: كونه يكذب معها مائة كذبة"، أي يكذب مع الكلمة التي تلقاها من المسترق.

" المسألة السابعة عشرة: "أنه لم يُصَدَّقْ كذبُه إلا بتلك الكلمة التي سُمعتْ من السماء"، والذي يضيفه كله كذب يموُّه به على الناس.

" المسألة الثامنة عشرة : قبول النفوس للباطل، كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة"، لأن بعض السفهاء يغترون بالصالح المغمور بالمفاسد.

"التاسعة عشرة: كونهم يتلقى بعضهم من بعض تلك الكلمة ويحفظونها ويستدلون بها" الكلمة هي الصدق؛ لأنها هي التي تروّجُ بضاعتهم، ولو كانت بضاعتهم كلها كذبا ما راجت بين الناس.

"العشرون إثبات الصفات خلافا للأشعرية المعطلة "؛ الأشعرية هم الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري، وسموا معطلة ؛ لأنهم يعطلون النصوص عن المعنى المراد بها ، ويعطلون ما وصف الله به نفسه.

"المسألة الحادية والعشرون: التصريح بأن تلك الرجعة والغشي خوفا من الله عز وجل"، يدل هذا على عظمة الخالق جل وعلا ، حيث بلغ خوفُ الملائكةِ منه هذا المبلغ.

"المسألة الثانية والعشرون:أنهم يخرون لله سجدا" أي تعظيمًا لله، وخشيةً له.

وبالله التوفيق

4 - 3 - 1434هـ