الدرس63 باب قول الله تعالى حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ (3)

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 5 ربيع الأول 1434هـ | عدد الزيارات: 1748 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

قوله صلى الله عليه وسلم:" فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ " أي يسمع مُسْتَرِقُ السمع من الشياطين الكلمة التي قضاها الله . و" مُسْتَرِقُ " مفرد مضاف فيعم جميع المسترقين.


قوله " وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ " معناه أن الشياطين يعلو بعضها بعضا حتى تصل إلى عنان السماء ، كل واحد يركب على الآخر من أجل استراق السمع.

قوله " وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ " راوي الحديث ، وهو سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ مُزَاحِمٍ، أَخِي الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، حَافِظُ العَصْرِ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أبو محمد الهلالي، الكوفي، ثم المكي. مَوْلِدُهُ: بِالكُوْفَةِ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَمائَةٍ. وَطَلَبَ الحَدِيْثَ وَهُوَ حَدَثٌ، بَلْ غُلاَمٌ، وَلَقِيَ الكِبَارَ، وَحَمَلَ عَنْهُم عِلْماً جَمّاً، وَأَتقَنَ، وَجَوَّدَ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَعُمِّرَ دَهْراً، وَازدَحَمَ الخَلْقُ عَلَيْهِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ.

وقد وصف تراكمهم ووصف ركوب بعضهم فوق بعض في الجو " بكفه فحرفها " يعني أمالها وفرق أصابعها، فالجنُّ يتراكبون واحدا فوق الآخر ، إلى أن يصلوا إلى السماء.

قوله صلى الله عليه وسلم:" فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ " أي يسمع أعلى المسترقين الكلمة ، فيلقيها إلى من تحته ، أي يخبره بها .

قوله " حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوْ الْكَاهِنِ" يلقي آخرُهم الكلمة على لسان الساحر أو الكاهن.

والسحرُ عزائمٌ ورقى وتعوذات تؤثر في بدن المسحور وقلبه وعقله وتفكيره . والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل .

قوله " فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ "

الشّهابُ : جزء منفصل من النجوم ، ثاقب، قوي، ينفذ فيما يصطدم به .

قوله " فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ " المراد المبالغة، أي أنه يكذب معها كذبات كثيرة وقد تزيد عن ذلك وقد تنقص.

قوله صلى الله عليه وسلم:" فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا" أي أن الذين يأتون الكهان يَصْدقُونهم في كذبهم ، ويستدلون على ذلك بكونهم يصدقون بعض الأحيان فيما سمعوه من الوحي، ويذكرون أنه أخبرهم بشيء مرة فوجدوه حقا.

قوله :" فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنْ السَّمَاءِ."أي يستدلون على صدقها.

وبالله التوفيق.

4 - 3 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 139 الجزء الرابع  الحاجة للقضاء الشرعي - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 138 الجزء الرابع  أخلاق المؤمنين والمؤمنات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 137 الجزء الرابع هذا هو طريق الرسل وأتباعهم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 136 الجزء الرابع توضيح معنى الشرك بالله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 135 الجزء الرابع  بيان معنى كلمة لا إله إلا الله (3) - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 134 الجزء الرابع  بيان معنى كلمة لا إله إلا الله (2) - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر