الدرس الثامن والأربعون باب ما جاء في الذبح لغير الله 3

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الجمعة 29 صفر 1434هـ | عدد الزيارات: 1860 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قوله صلى الله عليه وسلم "لعن الله من آوى محدثا "

الإحداث: يشمل الإحداث في الدين، كالبدع التي أحدثها الجهمية والمعتزلة، وغيرهما
والإحداث في الأمر أي في شؤون الأمة، كالجرائم وشبهها، فمن آوى محدثا، فهو ملعون، وكذا من ناصرهم، فمن ناصره، فهو أشد وأعظم. والمحدث أشد منه لأنه إذا كان إيواؤه سببا للعنة، فإن نفس فعله جرم أعظم.
قوله " لعن الله من غير منار الأرض" أي علاماتها ومراسيمها التي تحدد بين الجيران، فمن غيرها ظلما، فهو ملعون؛ لأنه يوقع الناس في مشاكل ، وربما أفضى إلى القتال بين الناس عند تغيير المراسيم، وهذه كبيرة من الكبائر.

قول المصنف: وعن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال مر رجلان على قوم لهم صنم، لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما قرب قال ليس عندي شيء أقربه قالوا له قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا، فخلوا سبيله، فدخل النار وقالوا للآخر قرب فقال ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل فضربوا عنقه، فدخل الجنة " رواه أحمد

حديث طارق بن شهاب البجلي الأحمسي ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ؛ لذا صرفت النظر عن شرحه.

قول المصنف" فيه مسائل :
" الأولى:
تفسيرإِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي "، وقد سبق ذلك في أول الباب

" الثانية: تفسير فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وقد سبق ذلك في أول الباب
الثالثة: البداءة بلعنة من ذبح لغير الله بدأ به ؛ لأنه من الشرك، والله إذا ذكر الحقوق يبدأ أولا بالتوحيد، لأن حق الله أعظم الحقوق.
الرابعة: لعن من لعن والديه ، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك فسره الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ. رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

" الخامسة: لعن من آوى محدثا وهو الرجل يحدث شيئا يجب فيه حق لله فيلتجىء إلى من يجيره من ذلك "، يشمل الإحداث في الدين والجرائم، فمن آوى محدثا ببدعة، فهو داخل في ذلك، ومن آوى محدثا بجريمة، فهو داخل في ذلك
السادسة: لعن من غير منار الأرض وهي المراسيم التي تفرق بين حقك وحق جارك فتغيرها بتقديم أو تأخير ، وكذا لو كانت بينك وبين الشارع
السابعة: الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم فالأول ممنوع، والثاني جائز، فإذا رأيت من آوى محدثا، فلا تقل لعنك الله، بل قل لعن الله من آوى محدثا على سبيل العموم، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقوله "اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا" رواه البخاري عن عبد الله بن عمر نهي عن ذلك بقوله تعالى لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ ( آل عمران 128)

وبالله التوفيق.

وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434-2-29هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 3 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر