الدرس الثامن: الإيمان باليوم الآخر

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 17 رجب 1436هـ | عدد الزيارات: 2541 القسم: شرح كتاب الأربعين النووية -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال:" بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله،وَتُقِيْمَ الصَّلاَة، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِيْمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله،وَمَلائِكَتِه،وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ،وَالْيَوْمِ الآَخِر،وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا،وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ) رواه مسلم

الإيمان باليوم الآخر هو التصديق بيوم القيامة وما اشتمل عليه من الإعادة بعد الموت والحشر والنشر والحساب والميزان والصراط والجنة وأنها دار ثواب وجزاء للمحسنين والمسيئين إلى غير ذلك مما صح من النقل

فالإيمان باليوم الآخر التصديق بيوم آخر يبعث الله فيه الناس من قبورهم ويحاسبهم على أعمالهم ويجزيهم عليها إن خيراً فخير وإن شراً فشر

فاليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي آخر لأنه آخر مراحل بني آدم وغيرهم أيضاً فالإنسان له أربع دور 1- في بطن أمه، 2- في الدنيا، 3- في البرزخ، 4- يوم القيامة وهو آخرها.

الإيمان باليوم الآخر يتضمّن

أولاً: الإيمان بوقوعه، وأن الله يبعث من في القبور، وهو إحياؤهم حين ينفخ في الصور، ويقوم الناس لرب العالمين، قال تعالى: " ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ "(المؤمنون 16) وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً غُرْلاً." أخرجه مسلم

وأنه واقع لامحالة، لأن الله تعالى أخبر به في كتابه وكذلك في السنة، وكثيراً ما يقرن الله تعالى بين الإيمان به وبين الإيمان باليوم الآخر،لأن من لم يؤمن باليوم الآخر لايعمل، إذ إنه يرى أن لاحساب

ثانياً: الإيمان بكل ما ذكره الله في كتابه وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون في ذلك اليوم الآخر، من كون الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً، أي ليس معهم مال، وهذا كقوله تعالى: " كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ " (الأنبياء 104)) إذ تخرج نار من قعر عدن ترحل الناس إلى محشرهم تقيل معهم حيث قالوا كما ذكر ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس تقيل معهم حيث قالوا وتريح معهم حيث راحوا) وذلك في أرض الشام كما رواه أبي ذر وخرجه أحمد

ثالثاً: الإيمان بما ذكر في اليوم الآخر من الحوض والشفاعة والصراط والجنة والنار التي يأتي بها الملائكة لها سبعون ألف زمام على كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها كما قال ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم

والجنة دار النعيم التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال ذلك صلى الله عليه وسلم، والجنة مئة درجة ما بين كل درجة ودرجة مثل ما بين السماء والأرض وما بين السماء والأرض مسيرة خمس مئة سنة ثبت ذلك عن محمد صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، والفردوس من أعلاها درجة ، ومنها تفجر أنهار الجنة ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

والنار دار العذاب الشديد، وهي أشد حراً من نار الدنيا بسبعين مرة فنار الدنيا ما هي إلا جزء من سبعين جزء من نار جهنم كما أوضح ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في العقيدة الواسطية: ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت مثل الفتنة في القبر فإن الناس يفتنون في قبورهم ويسألون عن ثلاثة أشياء: من ربك وما دينك ومن نبيّك

رابعاً: الإيمان بنعيم القبر وعذابه، لأن ذلك ثابت بالقرآن والسنة وإجماع السلف

تنبيه

الكفار لا يؤمنون بالبعث بعد الموت فإذا مات ميتهم قالوا انتقل إلى مثواه الأخير غير أن بعض الناس إمعة إذا سمع الناس يقولون قولاً قاله من غير أن يتمعن معناه بل تصلنا رسائل يطلب منا نشرها وفيها مخالفات شرعية فإذا ناقشنا من أرسلها لنا قال البعض أرسلتها ولم أقرأها والآخر قال لم أتأملها وهذا خطأ كبير وتساهل في أمور الدين

ويوم القيامة مقداره خمسين ألف سنة قال تعالى:"سَأَلَ سَاۤىِٕلُۢ بِعَذَابࣲ وَاقِعࣲ ۝١ لِّلۡكَـٰفِرِینَ لَیۡسَ لَهُۥ دَافِعࣱ ۝٢ مِّنَ ٱللَّهِ ذِی ٱلۡمَعَارِجِ ۝٣ تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَیۡهِ فِی یَوۡمࣲ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِینَ أَلۡفَ سَنَةࣲ ۝٤" (المعارج من 1-4)

ويدخل الفقير الجنة قبل الغني بـ 500 سنة لأن التاجر يحاسب على ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه قال ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ، وهو خمسمائة عام " وأخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث محمد بن عمرو . قال الترمذي : حسن صحيح

ويوم القيامة كل فرد من المؤمنين يضع الله عليه كنفه ويقول له فعلت كذا وكذا فيقر ويعترف ثم يقول الله سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم

وفي يوم القيامة يدخل النار من يأجوج ومأجوج 999 وواحد يدخل الجنة أي في كل ألف واحد يدخل الجنة والباقي يدخلون النار كما قال ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم

وما مضى اجمال عن يوم القيامة الذي يجب الإيمان به وهو الركن الخامس من أركان الإيمان

وإليك شيء من التفصيل

إذا مات الأحياء كلهم ولم يبق إلا الله جل جلاله نادى سبحانه لمن الملك اليوم ويرسل الله المطر بين النفختين فينبت الناس من عجب الذنب كما ينبت البقل وكل إنسان يفنى ولا يبقى

منه إلا عجب الذنب وهو العظم الصلب المستدير الذي في أصل العجز والذنب إلا الأنبياء فقد حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم فإذا نبتت أجساد الخلق نفخ اسرافيل في الصور النفخة الثانية نفخة البعث وتعود الأرواح إلى الأجساد فإذا هم قيام ينظرون وأول من يبعث رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو أول من تنشق عنه الأرض كما جاء في الصحيحين

وروى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقى" يعني كالخبزة المصنوعة من الدقيق النقي ليس فيها علم لأحد أي علامة بناء أو أثر "

ويجتمع الناس في ذلك الموقف العظيم على صعيد واحد فيغشاهم من الكرب ما يغشاهم ويصيبهم الرعب والفزع ويشيب الولدان وتشخص الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر من مسلم وكافر وتكور الشمس قال تعالى "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ "(التكوير 1)" أي لفت وذهب ضوءها، وقال تعالى "وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ "(التكوير 2)" أي تناثرت وقال تعالى "وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ " (المرسلات 10) أي سيرت وأصبحت كالقطن المنفوش وقال تعالى "وإذا العشار عطلت" وقال تعالى "وإذا السماء كشطت" أي مسحت وأزيلت وقال تعالى "وإذا البحار سجرت" إلى كتل من الجحيم تحولت قال تعالى "وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ "(التكوير12)" أي أوقدت قال تعالى "وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ " (التكوير 13)" أي قربت

وتدنو الشمس من الخلائق مقدار ميل ويفيض العرق منهم بحسب أعمالهم فمنهم من يبلغ عرقه إلى كعبيه ومنهم من يبلغ إلى ركبته ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً روى المقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل - قال سليم بن عامر أحد رواة الحديث- :" فو الله ما أدري ما يعني الميل أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين قال : فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً" قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فيه." رواه مسلم

وتبقى طائفة في ظل الله جل جلاله يوم لا ظل إلا ظله، وورد في حديث رواه الترمذي وصححه الألباني "أن لكل نبي حوضاً وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارده" ويكرم الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالحوض الذي طوله شهر وعرضه شهر يصب فيه ميزابان من نهر الكوثر في الجنة ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل انيته كنجوم السماء من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً يرده المؤمنون بالله ورسوله ويطرد عنه الذين استنكفوا واستكبروا عن اتباعه

فإذا اشتد الكرب بالناس في المحشر ذهبوا إلى آدم ثم إلى أولي العزم من الرسل نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع لهم وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:" كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَعْوَةٍ، "فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً" وَقَالَ:" أَنَا سَيِّدُ القَوْمِ يَوْمَ القِيَامَةِ، هَلْ تَدْرُونَ بِمَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ، إِلَى مَا بَلَغَكُمْ؟ أَلاَ تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وَأَسْكَنَكَ الجَنَّةَ، أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَنَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَمَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا، أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي، ائْتُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَأْتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ، فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ ".

وتنزل ملائكة السماء الدنيا فيحيطون بالناس ثم ملائكة السماء الثانية من ورائهم حتى السابعة ثم يجيء الله سبحانه كما يليق بجلاله على عرشه ليفصل بين العباد ويحمل عرشه يؤمئذ ثمانية فينصب الميزان وتوزن به أعمال العباد "فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون" وتنشر دواوين الخلق وهي صحائف الأعمال التي كتبتها الملائكة الحافظون فيعطى كل إنسان كتابه مفتوحاً

ويحاسب الله الخلائق الإنس والجن إلا من استثناهم ممن يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب وفي أخر مشاهد القيامة ينصب الصراط على متن جهنم وهو جسر دحض مزلة أدق من الشعر وأحد من السيف عليه كلاليب تخطف الناس ويكون مرور الناس على الصراط على قدر أعمالهم ومسارعتهم إلى طاعة ربهم في الدنيا فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ثم كالريح ثم كالفرس الجواد ثم كركاب الإبل ومنهم من يعدو ثم من يمشي ثم من يزحف ومنهم من تخطفه الكلاليب فتلقيه في النار

وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا

وبالله التوفيق

1436/7/16 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 9 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 106 الجزء الثالث ‌‌نصيحة عامة لحكام المسلمين وشعوبهم - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 105 الجزء الثالث ‌‌نصيحة عامة حول بعض كبائر الذنوب - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 104 ‌‌ الجزء الثالث حكم الإسلام فيمن أنكر تعدد الزوجات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 103 الجزء الثالث ‌‌الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 102 الجزء الثالث : ليس الجهادللدفاع فقط - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 101 الجزء الثالث ‌‌حكم من مات من أطفال المشركين - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي