الدرس 84 الحوالة

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 8 رجب 1441هـ | عدد الزيارات: 667 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

الحَوالة لغة : مشتقة من التحول ، يقال : تحول من مكانه إذا انتقل عنه .

واصطلاحا : نقل دَين من ذمة إلى ذمة أخرى .

والدَّين يدخل فيه جميع الحقوق المالية الثابتة في الذمة من قرض أو مهر مؤجل أو ثمن سلعة مؤجل أو أجرة منزل مؤجلة أو غير ذلك .

مثالها : اشترى سعيد من خالد سيارة بعشرين ألف ريال مؤجلة تدفع بعد ثلاثة أشهر ، وبعد مضي ثلاثة أشهر أتى خالد إلى سعيد يطلب ماله ، فلم يكن مع سعيد ما يوفي به خالدا فكتب له تحويلا إلى شخص ثالث هو محمد وقد كان له عليه عشرين ألفاً ، فتحول الذي على سعيد من ذمته إلى ذمة محمد .

مكونات عقد الحَوالة

أ- المُحيل : وهو الذي عليه الدين _ الطرف الأول

ب- المُحال : وهو الذي له الدين على المحيل _ الطرف الثاني

ج- المُحال عليه : وهو الطرف الثالث الذي حُوِّل الدين إلى ذمته

د- المُحال به : وهو الدين الذي كان في ذمة المحيل فحوّله إلى الطرف الثالث

فيجتمع في عقد الحوالة دينان هما : الدَّين الذي على المحيل ( الطرف الأول ) والدين الذي على المحال عليه ( الطرف الثالث ) ، وأما المُحال ( الطرف الثاني ) فليس عليه دَين وإنما له دين على الطرف الأول فحُوِّل إلى الطرف الثالث لكي يتقاضاه منه .

حكم التحويل بالدين وحكمته

تحويل الشخص دينه على شخص آخر جائز لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( فإذا أُتبع أحدكم على مليء فليتبع ) رواه البخاري ومسلم

وفي إباحة الشرع للحَوالة حِكَمٌ عظيمة ومصالح كثيرة منها :-

أ- أن المرء قد لا يستطيع قضاء دينه بنفسه ، فوسعت له الشريعة أن يقضيه بطريقة أخرى .

ب- أن فيه تيسيرا للمعاملة فيكون التقاضي بين اثنين بدل من أن يكون بين ثلاثة .

ج- أن فيه تقليلا لإشغال الذمم فبدل إشغال ذمتين بدينين اندمج الدَّينان فلم يشغلا إلا ذمة واحدة .

د- قد لا يتمكن الشخص المحيل من أخذ حقه من المحال عليه لحيائه منه أو لعجزه عن مطالبته فيحيل عليه شخصا يمكنه أخذ الحق منه .

شروط الحوالة

1- أن الدين الذي على المحال عليه دينا مستقرا فلا تصح الحوالة على دين غير مستقر والديون من حيث استقرارها وعدمه نوعان .

أ- ديون مستقرة : وهي التي ثبتت في ذمة الشخص ولها أمثلة منها ، القرض وثمن السلعة المبيعة المؤجلة .

ب- ديون غير مستقرة : وهي التي لم تثبت بعد في الذمة لاحتمال فسخ العقد ونحوه .

2- تماثل الدينين : كأن يحيل بريالات على آخر له عليه ريالات أو يحيل بدولارات على آخر له عليه دولارات وهكذا ، كما يلزم التماثل في حلول الأجل بين الدينين ، فلا يصح أن يحيله بدين حال على دين لا يحل أجله إلا بعد سنة إلا إن رضي المحال فله ذلك .

3- أن يكون المحيل قد أحال برضاه فلا يصح إرغامه على الحوالة أما الشخص المحال عليه فلا يشترط رضاه .

وأما المحال فإن له حالتين

الأولى : أن يكون المحال عليه مليئا قادرا على الوفاء غير مماطل ففي هذه الحالة لا يشترط رضاه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( فإذا أُتبع أحدكم على مليء فليتبع ) رواه البخاري ومسلم

الثانية : أن يكون المحال عليه غير قادر على الوفاء كفقير ونحوه أو أن يكون مماطلا أو نحو ذلك ففي هذه الحالة يشترط رضى المحال فإن رضي صحت الحوالة ولزمته وإن لم يرض فلا تلزمه .

الآثار المترتبة على الحوالة

أ- تبرأ ذمة المحيل من الدين بمجرد الحوالة .

ب- يجب على المحال قبول الحوالة وليس له الرجوع على المحيل .

ج- يجب على المحال عليه قبول الحوالة والقيام بأداء الدين للمحال ، ولا يجوز له المماطلة في ذلك

وبالله التوفيق

7 - 7 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 6 =

/500