الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
الضمان لغة : مصدر الفعل ضمن بمعنى كفل ، مشتق من التضمن لأن ذمة الضامن تتضمن الحق .
واصطلاحا : التزام شخص بأداء ما وجب على غيره من الحقوق المالية .
مثال ذلك : أن يطلب محمد من خالد أن يبيعه سيارته بعشرين ألف ريال مؤجلة إلى سنة فيقول سعيد بِعْهُ وأنا ضامن لك ثمنها .
وقد يسمى الضمان بالمال هذه الأيام ( كفالة غُرم ) والكفيل فيها ( كفيل غارم )
حكمه
الضمان جائز ، دل على جوازه الكتاب والسنة والإجماع
فمن الكتاب قول الله تعالى ( ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم ) يوسف 72 ، أي كفيل .
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( الزعيم غارم ) رواه أبو داود ، ومعناه أن الكفيل أو الضامن الذي ضمن ما في ذمة غيره من الديون هو في الوقت نفسه غارم ، والغارم من عليه دين ، والغرم هو الدين ، والمراد أنه يلزمه الدين كما لزم المدين الأول الذي كفله أو ضمنه .
وقد أجمع العلماء على جواز الضمان
ما يصح ضمانه
أ- الديون مثل القرض وثمن البيع المؤجل .
ب- عُهدة المبيع : والمراد به أن يضمن شخص للمشتري أن يرد عليه البائع الثمن لو تبين أن السلعة التي اشتراها لم تكن مملوكة للبائع أو لو وجد بها عيبا .
الأحكام المترتبة على الضمان :
إذا تم الضمان ترتب على ذلك أحكام منها
أ- لصاحب الحق إذا حل الدين أن يطالب المضمون عنه أو الضامن ، فلا تبرأ ذمة المضمون منه بمجرد الضمان
ب- إذا طالب صاحب الحق الضامن بالدين فقضاه له فللضامن أن يرجع على المضمون عنه فيطالبه بما دفعه .
براءة الضامن والمضمون عنه
أولا : يبرأ المضمون عنه في حالتين
أ- إذا أدى الحق إلى صاحبه
ب- إذا أبرأه صاحب الحق بأن أسقط عنه الدين
ثانيا : يبرأ الضامن في حالتين
أ- إذا بريء المضمون عنه بأحد الأمرين السابقين
ب- إذا أبرأه صاحب الحق
آداب الضمان
أ- الضامن مُحسن إلى المضمون عنه فلا ينبغي أن يسيء إليه ولذا يجب على المضمون عنه أن يبادر بأداء ما عليه من دين ، ولا يعرض الضامن للمطالبة من قبل المضمون له
ب- يَحْسُن بصاحب الحق أن لا يطالب الضامن حتى يتعذر عليه مطالبة المدين الأصلي وذلك حتى لا يحجم الناس عن الضمان فيذهب المعروف بينهم
وبالله التوفيق
7 - 7 - 1441هـ