الدرس122: باب ما جاء في الرياء 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 18 ربيع الثاني 1434هـ | عدد الزيارات: 1527 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

يقول المصنف :عن أبي هريرة مرفوعا: قال الله تعالى: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" . رواه مسلم

ورد الحديث في صحيح مسلم بلفظ :"قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ."
هذا الحديث يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، ويسمى هذا النوع بالحديث القدسي.
قوله : "أنا أغنى الشركاء عن الشرك" لما كان المرائي قاصدا بعمله الله تعالى وغيرَه كان قد جعل لله تعالى شريكاً، فإذا كان كذلك فالله تعالى هو الغنيُّ.
فالله لا يقبل عملا له فيه شرك أبداً، ولا يقبل إلا العملَ الخالصَ له وحدَه، فكما أنه الخالقُ وحدَه فكيف تصرف شيئا من حقه إلى غيره! فهذا ليس عدلاً، فالله الذي خلقك وأعدك إعداداً كاملا بكل مصالحك وأمدك بما تحتاج إليه، ثم تذهب وتصرف شيئا من حقه إلى غيره فلا شك أن هذا من أظلم الظلمِ.

قوله :"من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه"

فقوله"عملا": نكرة في سياق الشرط فتعم أي عمل من صلاة، أو صيام، أو حج، أو جهاد، أو غيره
قوله : "تركته وشركه": أي: لم أثبه على عمله الذي أشرك فيه.

قول المصنف : وعن أبي سعيد مرفوعا:" ألا أخبركم ما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قالوا: بلى. قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه " . رواه أحمد .

الحديث رواه أحمد في مسنده رقم (11252) تحقيق شعيب الأرناؤوط بهذا اللفظ " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنْ الْمَسِيحِ عِنْدِي قَالَ قُلْنَا بَلَى قَالَ الشِّرْكُ الْخَفِيُّ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يَعْمَلُ لِمَكَانِ رَجُلٍ"."، قال شعيب الأرناؤوط:" وهذا إسناد ضعيف لضعف كثير بن زيد وربُيح بن عبد الرحمن وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح" ، ومن ثمَّ فقد صرفت النظر عن شرحه.

قول المصنف : فيه مسائل :

الأولى: تفسير آية الكهف وهي قوله تعالى :" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا "(110)

الثانية : الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير الله ، وذلك لقوله : تركته وشركَه" وصار عظيما ؛ لأنه ضاع على العامل خساراً ، ومضمون الحديث يدل على غضب الله عز وجل من ذلك

الثالثة : ذكر السبب الموجب لذلك وهو كمال الغنى ، يعني الموجب للرد هو كمال غنى الله عز وجل عن كل عمل فيه شرك.

الرابعة : أن من الأسباب أنه تعالى خير الشركاء ، أي من أسباب رد العمل أن يشرك العبدُ مع الله أحداً من خلقه.

"الخامسة: خوف النبي صلى الله عليه وسلم من الرياء" وسبق أن ذكرنا ضعف الحديث

"السادسة: أنه فسر ذلك بأن المرء يصلي لله لكن يزينها لما يرى من نظر رجل إليه" ، وهذه أيضا في الحديث الذي أشرنا إلى ضعفه وصرفنا النظر عن شرحه

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/4/18هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 3 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 122 ‌‌مكانة المرأة في الإسلام - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 121 الجزء الثالث عوامل النصر  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي