الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
السابق: اسم فاعل من " السَّبْق " بمعنى المتقدم ، واللاحق اسم فاعل من " اللَّحَاق " بمعنى المتأخر ، والمراد بذلك : الراوي المتقدم موتاً ، والراوي المتأخر موتاً ، أي أن يشترك في الرواية عن شيخٍ اثنانِ تباعدَ ما بين وفاتيهما .
مثاله :
1- محمدُ بنُ إسحاق السراج - ولد سنة 216هـ وتوفي سنة 313هـ ، وعاش 97 سنة
اشترك في الرواية عنه البخاري والخَفَّاف ، وبين وفاتيهما مائةٌ وسبعٌ وثلاثون سنة .
" توفي البخاري سنة 256 هـ ، وتوفي أبو الحسين أحمدُ بنُ محمدٍ الخفَّاف النيسابوري سنة 393 هـ ".
2- الإمام مالك : اشترك في الرواية عنه محمد الزهري وأحمدُ بنُ إسماعيل السَّهمي ، وبين وفاتيهما مائةٌ وخمسٌ وثلاثون سنة ،لأن الزهري توفي سنة 124هـ ، وتوفي السهمي سنة 259هـ
وتوضيح ذلك أن الزهري أكبرُ سنًا من مالك ؛ لأنه من التابعين ، ومالكُ من أتباع التابعين ، فروايةُ الزهري عن مالك تعتبرُ من باب رواية الأكابرِ عن الأصاغر كما مرَّ علينا في درس سابق ، أما السهميُّ كان أصغرَ سناً من مالك ، بالإضافة إلى أن السهمي عُمِّرَ طويلاً ؛ إذْ بلغ عُمْرُه نحوَ مائةِ سنة ؛ لذلك كان هذا الفرقُ الكبيرُ بين وفاته ووفاة الزهري.
من فوائده :
1- تقريرُ حلاوة علو الإسناد في القلوب .
2- ألا يظنَّ انقطاعُ سند اللاحق .
أشهر المصنفات فيه :
كتابُ السابق واللاحق ، للخطيب البغدادي .
وبالله التوفيق.
2 - 11 - 1441هـ