الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
العارية لغة : بتخفيف الياء وتشديدها جمعها عواري بالتخفيف والتشديد أيضا ، مأخوذة من العُري وهو التجرد .
واصطلاحا : أن يعطي شخص لآخر شيئا ينتفع به ويرده من غير مقابل
حكمها
العارية مستحبة للمعير ، ومباحة للمستعير
ويدل على استحبابها قول الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) المائدة 2
كما أن الله تعالى قد ذمَّ الذين يمنعون الماعون من المنافقين وغيرهم فقال ( ويمنعون الماعون ) الماعون 7 ، والمراد أنهم تركوا المعاونة لإخوانهم بالمال أو المنفعة كإعارة متاع ونحوه .
ويدل على ذلك من السنة حديث أنس رضي الله عنه قال : كان فزعٌ بالمدينة فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا من أبي طلحة رضي الله عنه يقال له ( المندوب ) فركبه فلما رجع قال : ( ما رأينا من شيء ، وإن وجدنا لبحرا ) رواه البخاري ومسلم
وفي حديث أم عطية رضي الله عنها : " لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء بحضور صلاة العيد ، قالت أم عطية : قالت إحداهن : يا رسول الله ، إن لم يكن لها جلباب ؟ قال : فلتعرها أختها من جلابيبها " رواه الترمذي .
الحكمة من مشروعيتها
في مشروعية العارية فوائد عظيمة منها : أنها دليل على ترابط المجتمع وتآخيهم ، ومنها أنها جالبة للمودة والألفة بين الناس ، ومنها مساعدة الناس بعضهم لبعض فالإنسان قد يحتاج إلى بعض الأشياء لفترة مؤقتة وقد تكون حاجته عاجلة فيأتي إلى أخيه ويطلب منه أن يعيره الشيء الذي يحتاجه ، ومنها التعويد على تحمل المسؤولية والحفاظ على ممتلكات الغير .
شروط العارية
أ- أن يكون المعير مالكا للعين المعارة
ب- أن يكون مختارا غير مكره
ج- أن تكون العين المعارة فيها منفعة مباحة ، أما إن كانت منفعتها محرمة فلا يجوز إعارتها
وبالله التوفيق
9 - 7 - 1441هـ