الدرس 167 أحداث السنة الثامنة من الهجرة (39)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 26 ربيع الأول 1438هـ | عدد الزيارات: 1557 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قدوم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال ابن إسحاق: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من تبوك في رمضان ، وقدم عليه في ذلك الشهر وفد ثقيف ، وكان من حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عنهم ، اتبع أثره عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم ، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام ، فقال له رسول الله - كما يتحدث قومه - : " إنهم قاتلوك " وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فيهم نخوة الامتناع للذي كان منهم ، فقال عروة : يا رسول الله ، أنا أحب إليهم من أبكارهم وكان فيهم كذلك محببا مطاعا ، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام ، رجاء أن لا يخالفوه لمنزلته فيهم ، فلما أشرف على علية له ، وقد دعاهم إلى الإسلام وأظهر لهم دينه ، رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله ، فقيل لعروة : ما ترى في دمك ؟ قال : كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إلي ، فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم ، فادفنوني معهم فدفنوه معهم

وقال ابن إسحاق : ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرا ، ثم إنهم ائتمروا بينهم ، ورأوا أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب ، وقد بايعوا وأسلموا ، فائتمروا فيما بينهم ، وذلك عن رأي عمرو بن أمية أخي بني علاج ، فائتمروا بينهم ، ثم أجمعوا على أن يرسلوا رجلا منهم ، فأرسلوا عبد ياليل بن عمرو بن عمير ومعه اثنان من الأحلاف وثلاثة من بني مالك ، وهم : الحكم بن عمرو بن وهب بن معتب وشرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب وعثمان بن أبي العاص وأوس بن عوف أخو بني سالم ، ونمير بن خرشة بن ربيعة

وقال موسى بن عقبة كانوا بضعة عشر رجلا فيهم كنانة بن عبد ياليل وهو رئيسهم ، وفيهم عثمان بن أبي العاص وهو أصغر الوفد

وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يؤم قومه ، فقال: " أُمَّ قَوْمَكَ. فمَن أمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ، فإنَّ فِيهِمُ الكَبِيرَ، وإنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ، وإنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وإنَّ فيهم ذا الحاجَةِ، وإذا صَلَّى أحَدُكُمْ وحْدَهُ، فَلْيُصَلِّ كيفَ شاءَ. " ورواه مسلم

وروى أحمد عن أبي العلاء بن الشخير أن عثمان قال : يا رسول الله حال الشيطان بيني وبين صلاتي وقراءتي قال : ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا " قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. ورواه مسلم

وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده ، فقال له : ضع يدك على الذي تألم من جسدك ، وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر".

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1438-03-26 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 5 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي