الدرس 314 التحذير من الفتن

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 2 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1600 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:

الإنسان حينما يقع في خطر من الأخطار إما أن يفكر في أسباب النجاة ويأخذ بها فينجو وإما أن يستسلم ويترك الأسباب التي بها نجاته فيهلك وإننا يا عباد الله في هذا الزمان قد وقعنا في أخطار كثيرة وأحاطت بنا فتن وشرور مستطيرة وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن وقوع الفتن في آخر الزمان وبين لنا أسباب النجاة منها فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما أني لا أقول: ألم حرف" صحيح سنن الترمذي للألباني ،عن جابر رضي الله عنه أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع يوم عرفة " تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ. وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّى فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ». قَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ. فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ « اللَّهُمَّ اشْهَدِ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ». " أخرجه مسلم ، ففي كتاب الله النجاة من الفتن وفيه الهدى من الضلالة وفي الإعراض عنه الهلاك والغواية وقد قال الله تعالى " فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "(طه 123 -126) .

أحبتي: لقد أصبحنا في فتن عظيمة فلننتبه لأنفسنا ولنأخذ حذرنا فإن من هذه الفتن فتنة المال فعن كعب بن عياض رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنَّ لكلِّ أمَّةٍ فتنةً وفتنَةُ أمَّتي : المالُ " صحيح الترمذي للألباني، وقال صلى الله عليه ووسلم "فَوَاللَّهِ ما الفَقْرَ أخْشَى علَيْكُم، ولَكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ " صحيح البخاري فالمال فتنة من نواح كثيرة منها الانشغال بجمعه وتنميته ومنها المكاثرة فيه بحيث لا يقف الإنسان عند حد فهو يطلب المزيد دائماً ومنها قلة التحرز من المكاسب المحرمة التي يحمله عليها حب المال ومجاراة الناس والجهل بما يحل ويحرم من المكاسب ومن الحقوق الواجبة في المال من الزكاة وحقوق الأقارب وغيرها وقد فاض المال في هذا الزمان مصداقاً لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " إنَّ مِن أَشراطِ السَّاعةِ أن يَفشوَ المالُ ويَكْثُرَ، وتَفشوَ التِّجارةُ " صحيح النسائي للألباني ،وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ. " صحيح البخاري، ومن الفتن التي وقعت في هذا الزمان ما تجلبه إلينا وسائل الإعلام من إذاعات وبث مباشر عبر القنوات الفضائية وصحف ومجلات من شرور كثيرة ومقالات مزيفة وخطب مضللة وصور نساء فاتنات ثابتة ومتحركة وأغان مثيرة ومزامير ملهية ومسرحيات مغرضة يقصد بها تزيين الفاحشة وتعليم السرقة والتدريب على الجريمة.

اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وصلى الله على نبينا محمد

1435-5-2هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 8 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي