الدرس 321 العشر الأواخر من رمضان

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 2 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1893 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

جعل الله الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا فهما خزائن الأعمال ومراحل الآجال يودعها الإنسان ما قام به فيها من عمل ويقطعها مرحلة مرحلة حتى ينتهي به الأجل فانظروا رحمكم الله ماذا تودعونها فستجد كل نفس ما عملت وتعلم ما قدمت وأخرت في يوم لا يستطيع به الخلاص مما فات ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر" بل الإنسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره".(القيامة 14)

أحبتي: لقد قطعتم الأكثر من شهر الصيام ولم يبقى منه إلا اليسير من الليالي والأيام فمن كان منكم قام بحقه فليتم ذلك وليحمد الله عليه وليسأله القبول ومن كان منكم فرط فيه وأساء فليتب إلى ربه فباب التوبة مفتوح غير مقفول.

إخواني: إنكم في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم فاغتنموه بطاعة الله المولى العظيم أحسنوا في أيامه الصيام ونوروا لياليه بالقيام واختموه بالتوبة والإستغفار وسؤال الله العفو والعتق من النار كم أناس تمنوا إدراك هذه العشر فأدركهم المنون فأصبحوا في قبورهم مرتهنين لا يستطيعون زيادة في صالح الأعمال ولا توبة من التفريط والإهمال وأنتم أدركتموها بنعمة الله في صحة وعافية فاجتهدوا فيها بالعمل الصالح والدعاء لعلكم تصيبون نفحة من رحمته تعالى فتسعدوا في الدنيا والآخرة

لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعظم هذه العشر ويخصها بالاعتكاف في المسجد تفرغاً لعبادة ربه وتحرياً لليلة القدر التي قال الله عنها في كتابه "ليلة القدر خير من ألف شهر" (القدر3)ومعنى ذلك أنها خير من ثلاثين ألف ليلة أو قريباً منها ، خير منها في بركتها وما يفيض فيها المولى الكريم على عباده من الرحمة والغفران وإجابة الدعاء وقبول الأعمال

فاجتهدوا في طلبها كما كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يفعل فإنه كان إذا دخلت العشر شد مئزره واحيا ليله بعبادة ربه، نعم كان يفعل ذلك وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهو أتقى الناس وأخشاهم لله تعالى فكيف بنا نحن المفرطين المذنبين

فاجتهدوا في طلب تلك الليلة الشريفة المباركة وتحرو خيرها وبركتها بالمحافظة على الصلوات المفروضة وكثرة القيام وأداء الزكاة وبذل الصدقات وحفظ الصيام وكثرة الطاعات واجتناب المعاصي والسيئات والبعد عن العداوة بينكم والبغضاء والمشاحنات فإن الشحناء من أسباب حرمان الخير في ليلة القدر فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبر أصحابه بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين أي تخاصما وتنازعا فرفعت بسبب ذلك.

واحرصوا على قيام الليل مع الإمام في أول الليل وآخره وإذا قمتم من منامكم فقولوا الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور واذكروا الله وادعوه وتطهروا وافتحوا القيام بركعتين خفيفتين امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم واتباعاً له ولتحلوا عنكم عقد الشيطان التي يعقدها على كل نائم فإذا استيقظ وذكر الله انحلت عقده فإذا تطهر انحلت الثانية فإذا صلى انحلت الثالثة فأصبح نشيطاً طيب النفس

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1435/5/2هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 1 =

/500