فضل يوم الجمعة (2)

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 25 ذو الحجة 1434هـ | عدد الزيارات: 1592 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.

أما بعد

عباد الله: إن الله جلت قدرته وتعالت أسماؤه شرع لنا شرائع مثلى، شرع لنا أُمَّةَ محمد اجتماعاً لأداء صلاة الجمعة يوم الجمعة في بيت من بيوت الله، شرعه مشروعية إيجاب وإلزام على كل مكلف، ما عدا المرأة والمريض والرقيق والمسافر وسكان البادية وما أعظمه وأجله من تشريع، وما أروعه وأمثله من اجتماع في بيت تتجلى فيه العبودية لله وحده ويتجدد به تعارف المسلمين ويقوى به إخاؤهم وترابطهم وولاءهم بلقائهم في بيت من بيوته على بساط طاعته، لقاء يذكرهم بالله وبآياته وبأيامه، يذكرهم بوحدتهم في العقيدة، ووحدتهم في القيادة والإمامة ويظهر شعارها جلياً واضحاً إنه لتشريع حكيم بل وفضل عظيم أن هدانا الله لهذا الاجتماع وجعله في أفضل أيام الأسبوع الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم "أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة،"صحيح مسلم.وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة "صحيح مسلم .

عباد الله: إن فضل هذا اليوم لعظيم وإن فضل أداء صلاة الجمعة فيه لواسع وكبير، فيه تكفر السيئات وتمحى الخطايا يقول صلى الله عليه وسلم: " الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ."رواه مسلم. وإن الله سبحانه وتعالى قد سن فيه سننا وشرع فيه آداباً تصقل النفوس وتزكيها وتطهرها من الأدران والأوساخ الحسية وتهيئتها للنظافة المعنوية وهي نظافة القلب من الشكوك والأحقاد والجوارح من يد ورجل ولسان وسمع وبصر من أعمال السوء يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى." صحيح البخاري.

عباد الله: إن الشريعة كما جاءت مبينة فضل يوم الجمعة وفضل صلاة الجمعة فقد نهت أشد النهي عن التكاسل عنها والتهاون بما شرع فيها من آداب فقد روى مسلم عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ.".

عباد الله: هذه أوامر الله بأداء الجمعة ونواهيه عن تركها هذا ترغيبه ووعيده للعاملين وترهيبه ووعيده للمتكاسلين ومن هنا يعلم أن يوم الجمعة ليس منطلقاً للنفوس في الشهوات والملذات ولكنه منطلق لها في الطاعات والروحانيات وليس لنزهة الدنيا ولكنه نزهة الآخرة وشتان شتان بين ما ينصرف به فيها وافد الرحمن من مغفرة ورفع عمل وقبول دعاء وبين ما يتبوأه من وفد فيها على الشيطان من خزي وعار ونار فاتقوا الله عباد الله واحمدوا الله واشكروه أن وفقكم لهذا اليوم العظيم والفضل العميم اشكروا الله باحترام هذا اليوم والتقرب إلى الله فيه بطاعته والإستجابة له لقوله سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "الجمعة:9-10.

هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله الملك المنان وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله

أما بعد

عباد الله: لقد سمعنا الكثير من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تبين فضل يوم الجمعة وفضل العمل في هذا اليوم فبادروا بالعمل الصالح وعليكم بالتبكير واحذروا من التأخر عن الصلاة فلو كنتم على موعد من مواعيد الدنيا ما تأخرتم في ذلك.

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"الأحزاب:56. وقال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين اللهم فقهنا في ديننا وعلمنا ما جهلنا وذكرنا ما نسينا .اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى وانصر جنودنا في الحد الجنوبي.

عباد الله: أذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.العنكبوت:45.

1434-12-24هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي