فضل يوم الجمعة (1)

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 20 شهر رمضان 1434هـ | عدد الزيارات: 1887 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الذي فضل يوم الجمعة على سائر الأيام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.

أما بعدُ:

عباد الله: إن مما يؤسف له أن واقع بعض الناس أصبح معاكساً لواقع السلف الصالح وخاصة لنظرة الناس ليوم الجمعة ففي الماضي كانوا يعتبرون يوم الجمعة يوم بتقرب فيه إلى الله بالعمل الصالح ويتحرون ساعة الإجابة ومن أجل ذلك حرم إفراد يوم الجمعة بصيام لأنه ربما يعوق المهمة عن الدعاء والقربات

أما اليوم فأصبح بعض الناس ينظرون إلى يوم الجمعة على أنه يوم اللهو وضياع الوقت فهذا يستغل يوم الجمعة ويذهب للنزهة بعيداً عن الجمعة والجماعة وهذا ينظر ليوم الجمعة على أنه فرصة للنوم فلا يأتي للمسجد إلا حينما يسمع الخطبة ومن أجل ذلك أسرد إليكم خصائص يوم الجمعة

الأولى: اختصاصه بالعبادة وتشريفه بذلك

الثانية: استحباب كثرة الصلاة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وفي ليلته لقوله ﷺ "أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة" حسنه الألباني

الثالثة: صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإسلام وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه من تركها تهاوناً بها طبع الله على قلبه

قال ابن القيم: قرب أهل الجنة يوم القيامة بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم

الرابعة: الأمر بالاغتسال في يومها وهو أمر مؤكد جداً

الخامسة: التطيب فيه.

السادسة: السواك.

السابعة: التبكير للصلاة

الثامنة: إن يشتغل بالصلاة والذكر والقراءة حتى يخرج الإمام

التاسعة: الإنصات للخطبة؛ إذ سماعها واجب.

العاشرة: قراءة سورة الجمعة والمنافقين أو سبح والغاشية في صلاة الجمعة فقد كان الرسول ﷺ يقرأ بهن في الجمعة

الحادية عشرة: أنه يوم عيد متكرر في الأسبوع

الثانية عشرة: أنه يستحب أن يلبس فيه أحسن الثياب التي يقدر عليها

الثالثة عشرة: أنه يستحب فيه تجمير المسجد فقد ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر أن يجمر مسجد المدينة كل جمعة حين ينتصف النهار

الرابعة عشرة: أنه لا يجوز السفر في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها

الخامسة عشرة: أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجَر سنة صيامها وقيامها ، ففي الحديث: "من اغتسل يومَ الجمعةِ وغسَّلَ، وبكَّرَ وابتكرَ، ودنا واستمعَ، وأنصتَ، كان له بكلِّ خَطوةٍ يخطوها أجرَ سنةٍ صيامُها وقيامُها." صحيح الترمذي للألباني.

السادسة عشرة: أن فيه ساعة الإجابة وهي الساعة التي لا يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه وقد ذكر ذلك الرسول ﷺ وهي الساعة الأخيرة من النهار .

السابعة عشرة: أن فيه صلاة الجمعة التي خصت من بين سائر الصلوات المفروضات بخصائص لا توجد في غيرها وقد جاء التشديد فيها ما لم يأت نظيره إلا في صلاة العصر يقول المصطفى ﷺ في ذلك "من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه" صححه الألباني

الثامنة عشرة: أن فيه الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده والشهادة له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة

وتذكير العباد بأيامه وتحذيرهم من بأسه ووصيتهم بما يقربهم إليه وهذا هو مقصود الخطبة

التاسعة عشرة: أن مكانته في الأسبوع كالعيد في العام وكان العيد مشتملاً على صلاة وقربان وكان يوم الجمعة يوم صلاة جعل الله سبحانه التعجيل فيه إلى المسجد بدلاً من القربان وقائماً مقامه قال ذلك ابن القيم

العشرون: قال ابن القيم: إن للصدقة فيه مزيةً على غيرها في سائر الأيام والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة لسائر الشهور

الحادية والعشرون: قال ابن القيم: إنه يوم يتجلى الله عز وجل فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة وزيارتهم له فيكون أقربهم منه أقربهم من الإمام وأسبقهم إلى الزيارة أسبقهم إلى الجمعة

الثانية والعشرون: أنه فسر الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه بيوم الجمعة والذي قال بذلك محمد ﷺ.

الثالثة والعشرون: أنه اليوم الذي تفزع منه السموات والأرض والجبال والبحار والخلائق كلها إلا شياطين الإنس والجن قال ذلك ابن القيم

الرابعة والعشرون: "أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ" راوه مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ

الخامسة والعشرون: أنه خيرة الله من أيام الأسبوع كما أن شهر رمضان خيرته من شهور العام وليلة القدر خيرته من الليالي ومكة خيرته من الأرض ومحمد ﷺ خيرته من خلقه

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عيله وعلى أصحابه وأتباعه ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد

عباد الله:"اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" آل عمران(102)

كما سمعتم آنفاً عن فضل يوم الجمعة، فاحرصوا على تفعيل ما سمعتم، تنالوا الثواب من الله والرفعة في الدنيا والأخرة

"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" البقرة(201) حفظ الله لنا بلادنا وولاة أمرنا من كيد الرافضة وغيرهم ونصر جنودنا على ثغورنا وغفر لنا ولجميع المسلمين

وصل اللهم على نبينا محمد

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله

1434/9/18 هــ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 8 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي