الدرس 133: باب: من جحد شيئا من الأسماء والصفات 4

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف:" ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن أنكروا ذلك فأنزل الله فيهم "وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ"(الرعد 30). انتهى

روى مسلم في صحيحه " أنَّ قُرَيْشًا صَالَحُوا النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فيهم سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِعَلِيٍّ: اكْتُبْ، بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا باسْمِ اللهِ، فَما نَدْرِي ما بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَلَكِنِ اكْتُبْ ما نَعْرِفُ : باسْمِكَ اللَّهُمَّ، فَقالَ: اكْتُبْ مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللهِ، قالوا: لو عَلِمْنَا أنَّكَ رَسولُ اللهِ لَاتَّبَعْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبِ اسْمَكَ وَاسْمَ أَبِيكَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اكْتُبْ مِن مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ.." وفيه دليل على أن من أنكر شيئا من الصفات فهومن الهالكين لأن الواجب على العبد الإيمان بذلك سواء فهمه أو لم يفهمه ، وسواء قبله عقله أو أنكره.

قول المصنف :" فيه مسائل :

"الأولى : عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات." أي أن من أنكر اسماً من أسماء الله أو صفة من صفاته الثابتة في الكتاب أوالسنة فهو كافر لقوله تعالى "وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ".

"الثانية : تفسير آية الرعد "وهي قوله تعالى :"وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ" (الرعد 30)

"الثالثة : ترك التحديث بما لا يفهم السامع "، وقد سبق التفصيل فيه عند شرح الأثر .

"الرابعة :ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله ولو لم يتعمد المُنْكِرُ"، أي أن الذي لا يبلغ عقله ما حدث به يفضي به التحديث إلى تكذيب الله ورسوله ويقول هذا غير ممكن .

"الخامسة :كلام ابن عباس لمن استنكر شيئا من ذلك وأنه أهلكه"، وذلك قوله "ما فرَّق هؤلاء يجدون رقة عند محكمه فيقبلونه ويهلكون عند متشابهه فينكرونه"

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/4/23هـ