الدرس132 باب: من جحد شيئا من الأسماء والصفات 3

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 22 ربيع الثاني 1434هـ | عدد الزيارات: 1705 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف :" روى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أنه رأى رجلا انْتَفَضَ لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات - استنكارا لذلك– فقال: "ما فَرَقُ هؤلاء يجدون رِقَّةً عند مُحْكَمِهِ، ويَهْلِكُونَ عند مُتَشَابِهِهِ .؟!"انتهى "

أثر ابن عباس رضي الله عنه رواه عبد الرزاق الصنعاني عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا، فَقَامَ رَجُلٌ فَانْتَفضَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا فَرَّقَ مِنْ هَؤُلَاءِ، يَجِدُونَ عِنْدَ مُحْكَمِهِ، وَيَهْلِكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ" الجامع لمعمر بن راشد .

ونصُّ الحديثِ الذي استنكره ذلك الرجل ورواه أبو هريرة " تَحاجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ؛ فَقالتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بالمُتَكَبِّرِينَ والمُتَجَبِّرِينَ، وقالتِ الجَنَّةُ: ما لي لا يَدْخُلُنِي إلَّا ضُعَفاءُ النَّاسِ وسَقَطُهُمْ؟ قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى لِلْجَنَّةِ: أنْتِ رَحْمَتي، أرْحَمُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، وقالَ لِلنَّارِ: إنَّما أنْتِ عَذابِي، أُعَذِّبُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، ولِكُلِّ واحِدَةٍ منهما مِلْؤُها، فأمَّا النَّارُ فلا تَمْتَلِئُ حتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنالِكَ تَمْتَلِئُ ويُزْوَى بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ولا يَظْلِمُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِن خَلْقِهِ أحَدًا، وأَمَّا الجَنَّةُ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُنْشِئُ لها خَلْقًا." صحيح البخاري

قوله " روى عبد الرزاق " هو ابن همام الصنعاني الإمام الحافظ صاحب التصانيف (كالمصنف وغيره)، روى عنه أحمد بن حبنل ويحيى بن معين وخلق لا يحصون، مات سنة إحدى عشرة ومائتين ، و(معمر) هو ابن راشد الأزدي أبو عروة البصري، من تلاميذ الإمام الجليل محمد بن شهاب الزهري، نزل اليمن، ثقة ثبت، مات سنة أربع وخمسين ومائة . و(ابن طاووس) هو عبد الله بن طاووس اليماني ثقة ثبت عابد مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وأبوه طاووس بن كيسان اليماني ثقة فقيه فاضل من جلة أصحاب ابن عباس وعلمائهم مات سنة ست ومائة.

قوله " أنه رأى رجلا انتفض " أي ارتعد لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم فاستنكره

قوله "ما فَرَّقُ هؤلاء" أي: ما عرفوا الفرق بين الحق والباطل.
قوله "يجدون رقة" أي أنهم إذا سمعوا الآيات المحكمات من القرآن والسنة يجدون رقة وخشوعا وإذا سمعوا آيات الصفات اشتبهت عليهم وهلكوا عندها بالجزع والإنكار، وهذا يدل على ان هذا الشيء قديم وأنه وجد في زمن الصحابة فيهلكون عند الآيات والأحاديث التي تشتبه عليهم بإنكارها والشك فيها، فدل على أن إنكار ما بينه الله لعباده أو الشك - فيه هلاكٌ ، والحق الإيمان بما أخبر الله به ورسوله فإن فهمته فالحمد لله وإلا فكِلْه إلى عالمه وقل : الله أعلم بمراده واسأل أهل العلم، وإياك والإنكار والجزع فإنه طريق المنافقين والهالكين.

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/4/22 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 5 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 146 الجزء الرابع  الاستسلام لشرع الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 145 الجزء الرابع: وجوب طاعة الله ورسوله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 144  الجزء الرابع الحلف بغير الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 143 الجزء الرابع تأويل الصفات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 142 الجزء الرابع التحدث بالنعم والنهي عن الإسراف - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 141 الجزء الرابع ‌‌أخلاق أهل العلم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة