الدرس 118 باب قول الله تعالي: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (2)

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1434هـ | عدد الزيارات: 1980 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف:"عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر؟ فقال:الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله"

هذا الحديث رواه البزار وابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس، ورجاله ثقات إلا شبيب بن بشر؛ فقال فيه ابن معين: "ثقة"، ولينه ابن أبي حاتم، وقال ابن كثير: "في إسناده نظر والأشبه أن يكون موقوفا".

وحيث إنه لم يثبت لدي صحةُ إسناده للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد صرفتُ النظر عن شرحه

وقال المصنف وعن ابن مسعود قال ":أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله " رواه عبد الرزاق.

هذا الأثر رواه عبد الرزاق في المصنف و ابن جرير بأسانيد صحاح عن ابن مسعود، وقال ابن كثير : " وهو صحيح إليه بلا شك ".

قول ابن مسعود رضي الله عنه :"أكبر الكبائر" هذا فيه دليل أن الذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر ، والكبائر تختلف فبعضها أكبر من بعض ، فقوله "أكبر الكبائر الإشراك بالله" أي في ربوبيته أو عبادته ، وهذا بالإجماع.

قوله"والأمن من مكر الله" أي من عقوبته عند المعصية من حيث لا يشعر والغفلة عن طاعة الله سبحانه وتعالى .

قوله :"والقنوط من رحمة الله" أي: استبعاد الفرج .

قوله:"واليأس من روح الله"ي قطع الرجاء والأمل من الله فيما يقصده ، قال تعالى: "وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " [يوسف: 87] ، وذلك إساءةُ ظنٍ بكرمِ الله ورحمته وجوده ومغفرته. وفيه التنبيه على الجمع بين الرجاء والخوف فإذا خاف فلا يقنط ولا ييأس ، وكان السلف يستحبون أن يقوى في الصحة الخوفُ وفي المرض الرجاءُ ، وينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف فإذا كان الغالب عليه الرجاء فسد، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة إنه على كل شيء قدير.

قوله :"رواه عبد الرزاق" :هوأبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني

(126 - 211 هـ) ، من حفاظ الحديث الثقات، من أهل صنعاء. الملقب بـ محدّث اليمن، له تفسير للقرآن، باسم «تفسير القرآن للصنعاني»، وله كتاب في السنة باسم «الأمالي» مخطوط. وله (الجامع الكبير) في الحديث، قال الذهبي: وهو خزانة علم، و (المصنف في الحديث) ويقال له الجامع الكبير، حققه حبيب الرحمن الأعظمي، ونشره المجلس العلمي الباكستاني في 11 جزءًا.

قول المصنف " فيه :

الأولى: تفسير آية الأعراف وهي قوله تعالى"أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْخَٰسِرُونَ"(الأعراف 99)

الثانية تفسير آية الحجر، وهي قوله تعالى:"قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ "(الحجر: 56).

الثالثة : شدة الوعيد فيمن أمن مكر الله ، وذلك بأنه من أكبر الكبائر وتؤخذ من قوله تعالى " أفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْخَٰسِرُونَ" .

الرابعة : شدة الوعيد في القنوط ، تؤخذ من قوله تعالى :" وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ" ،وقول ابن مسعود رضي الله عنه .

وبالله التوفيق

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/4/16هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 1 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 146 الجزء الرابع  الاستسلام لشرع الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 145 الجزء الرابع: وجوب طاعة الله ورسوله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 144  الجزء الرابع الحلف بغير الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 143 الجزء الرابع تأويل الصفات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 142 الجزء الرابع التحدث بالنعم والنهي عن الإسراف - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 141 الجزء الرابع ‌‌أخلاق أهل العلم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر