الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسَّلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعينَ وبعدُ ،
قول المصنف:" ولابنِ جرير بسنده عن سفيانَ ، عن منصور، عن مجاهد:" أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى"،( النجم 19) قال : كان يَلِتُّ لهم السُّوَيقَ، فمات، فعكفوا على قبره."
قوله :"ولابن جرير" هو: الإمام الحافظ محمد بن جرير بن يزيد الطبري صاحب: (التفسير، والتاريخ، و الأحكام) وغيرها، قال ابن خزيمة : لا أعلم على الأرض أعلمَ من محمد بن جرير، وكان من الأئمة المجتهدين، وتفسيره هو أصل التفسير بالأثر، ومرجع لجميع المفسرين بالأثر، ولا يخلو من بعض الآثار الضعيفة ، وقد أضاف إلى تفسيره بالأثر التفسير بالنظر، ولا سيما ما يعود إلى اللغة العربية ، ولهذا دائما يرجّح الرأي ويستدل له بالشواهد الواردة في القرآن وعن العرب.
، ولد سنة(224هـ) ، ومات ، رحمه الله ، ليومين بقيا من شوال سنة (310 هـ).
قوله :" عن سفيان " هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أبو عبد الله الكوفي ، ثقة حافظ فقيه ، إمام عابد مجتهد ، وله أتباع يتفقهون على مذهبه، مات سنة (161هـ) ، وله (64) سنةً .
قوله: "عن منصور" هو ابن المعتمر بن عبد الله السَّلَميّ ، أبو عتّاب الكوفي ، ثقة ثبت فقيه، مات سنة (132هـ)
قوله : "عن مجاهد " هو مجاهد بن جبر المكي، إمام المفسرين من التابعين، ذكر عنه أنه قال :عرضتُ المصحف على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من فاتحته إلى خاتمته ، فما تجاوزتُ آية إلا وقفتُ عندها أسأله عن تفسيرها. كان مولده (21هـ) في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومات سنة (104هـ)
قوله تعالى "أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى"( النجم 19) ، قال تبارك وتعالى منكراً على المشركين عبادتهم الأوثان واتخاذهم لها البيوت مضاهاةً للكعبة التي بناها خليل الرحمن لعبادته تعالى وحده لا شريك له: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى } . قال ابن كثير: اللات صخرة بيضاء منقوشة، وعليها بيت في الطائف له أستار وسدنة -يعني خادماً- وحوله فناء معظم عند أهل الطائف وهم ثقيف ومن تابعها، يفتخرون بها -أي: باللات- على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش.
وَالْعُزَّى: هي شجرة عليها بناء وأستار بنخلة، وهي بين مكة والطائف. قال ابن جرير: اشتقوا اسمها من اسمه تعالى: العزيز.
قوله :" كان يلتُّ لهم السّويق فمات فعكفوا على قبره"
السَّويقُ : طعامٌ يُتَّخَذ من مدقوق الشعير: سُمِّي بذلك لانسياقه في الحلق. والجمع : أسْوِقَةٌ.
ولتُّ السويق هو خلطه بالسمنٍ .
كان هذا الرجل - الذي قيل إنَّ اسْمَهُ صرمة بن غنم - يعمل هذا العمل من أجل إطعام الناس بالإحسان إليهم ، فأحبّوه وتعلقت قلوبهم به ؛ لأنه يبذل الطعام.
قوله " فمات، فعكفوا على قبره" حتى صار وثناً ، فدلَّ على أنَّ الغلو في قبور الصالحين يُصَيِّرُها أوثاناً تعبد من دون الله؛ لأن اللات رجل صالح ما صار قبرُه وثناً إلا بسبب الغُلوِّ فيه والعكوفِ عند قبره.
قوله :"وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس قال : " كان يلت السويق للحاجّ ".
" أبو الجوزاء" هو: أوس بن عبد الله الرَّبَعي البصْري من كبار العلماء حدث عن عائشة وابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص روى عنه أبو الأشهب العطاري ، وعمرو بن مالك النكري وبديل بن ميسرة وجماعة ، وكان أحدَ العباد الذين قاموا على الحجاج ، وهو ثقة مشهور مات سنة (83هـ)
قوله :" وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج " رواه أهل السنن .
الحديث ضعيف بهذا السياق والتمام ضعفه الألباني في كتبه : إرواء الغليل (جـ 3. رقم 761) ، ضعيف سنن الترمذي برقم (51) ، ضعيف سنن أبي داود برقم (706) .
ونظرا لضعف الحديث فقد صرفت النظر عن شرحه.
وبالله التوفيق.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434/10/3هـ