الدرس 165 تهذيب وتحقيق الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-" أرقاؤكم إخوانكم، فأحسنوا إليهم، استعينوهم على ما غلبكم، وأعينوهم على ما غلبوا ".
ضعيف.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" : حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا أبو بشر قال: سمعت سلام ابن عمرو يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا. ورجاله كلهم ثقات رجال البخاري في " صحيحه " غير سلام بن عمرو، قال الذهبي " ما علمت حدث عنه سوى أبي بشر بن أبي وحشية ".

2- " مثل عروة - يعني: ابن مسعود الثقفي - مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه ".
ضعيف.
أخرجه الحاكم ومن طريقه البيهقي في " دلائل النبوة " عن محمد بن عمرو بن خالد: حدثنا أبي حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة ابن الزبير قال:.....

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف، ابن لهيعة ضعيف لاختلاطه بعد احتراق كتبه. ومحمد بن عمرو بن خالد، لم أجد له ترجمة.

3- " استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يفعلوا فضعوا سيوفكم عن عواتقكم، فأبيدوا خضراءهم ".
ضعيف.
رواه أحمد والخلال في " مسائل الإمام أحمد " وأبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه " وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" والطبراني في "المعجم الصغير" والخطيب والخطابي في " الغريب " عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعا، وزاد الطبراني وابن حبان في " روضة العقلاء" : "فإن لم تفعلوا، فكونوا حينئذ زراعين أشقياء، تأكلون من كد أيديكم".
قلت: حديث ثوبان هذا، لا يصح من قبل إسناده، وابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان، فهو منقطع.

4- " أغبوا في العيادة ".
ضعيف جدا.
رواه الخطيب في " تاريخه " وعنه ابن عساكر عن عقبة بن خالد السكوني عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جابر بن عبد الله مرفوعا.
وسنده ضعيف جدا، موسى هذا، قال يحيى: " ليس بشيء، ولا يكتب حديثه "

5- " أغبوا العيادة، وخير العيادة أخفها، إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد، والتعزية مرة ".
موضوع.
رواه الخطيب في " الموضح " عن أبي عصمة عن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا، وقال: " أبو عصمة هذا هو نوح بن أبي مريم ". قلت: وضَّاعٌ، معروف بالوضع، واعترف هو نفسه به. نسأل الله السلامة

6- " أغنى الناس حملة القرآن ".
ضعيف.
رواه ابن عبد الهادي في " هداية الإنسان " من طريق أبي نعيم عن عيسى بن حرب الوسقندي: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب حدثنا جنادة حدثنا الحارث بن النعمان قال: سمعت الحسن يحدث قال: أتيت أبا ذر بالربذة، فأنشأ يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه: " أي الناس أغنى؟ قالوا: أبو سفيان، وقال آخر: عبد الرحمن بن عوف، وقال آخر: عثمان بن عفان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ولكن.. " فذكره.

وهذا سند ضعيف من أجل الحارث بن النعمان، وهو الليثي الكوفي، ضعيف كما في " التقريب "

7- " افرشوا لي قطيفتي في لحدي،[ فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء ]".
ضعيف.
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " : أخبرنا حماد بن خالد الخياط عن عقبة بن أبي الصهباء قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح، لكنه مرسل، فإن الحسن هو البصري، والشطر الثاني من الحديث صحيح له شاهد، بل شواهد، فانظر الترغيب

8- " نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين ".
موضوع.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" من طريق علي ابن عروة عن عبد الملك عن داود بن أبي عاصم عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وهذا موضوع، آفته ابن عروة هذا، قال الهيثمي في "المجمع"، والسخاوي في " المقاصد": "وهو كذاب"

9- " أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم ".
ضعيف جدا.
رواه ابن ماجه والعقيلي في " الضعفاء " وأبو محمد المخلدي في " الفوائد " والخطيب وابن عساكر عن سعيد بن عمارة عن صفوان: حدثنا الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره مرفوعا.

وهذا سند ضعيف جدا، الحارث، روى العقيلي عن البخاري أنه قال فيه منكر الحديث ". وساق له هذا الحديث. وسعيد بن عمارة قال الأزدي: " متروك ". وقال ابن حزم: " مجهول ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف ". وأما الذهبي فقال في " الميزان ": " جائز الحديث "! والأقرب قوله في " الكاشف ": " مستور ".
‌‌10 - " الزموا الجهاد تصحوا وتستغنوا ".
ضعيف جدا.
رواه ابن عدي عن بشر بن آدم: حدثنا صالح بن موسى عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

قال: بشر بن آدم، قال ابن معين: "لا أعرفه". ولم أر له حديثا منكرا جدا ". قلت: هو من شيوخ البخاري في "صحيحه"، ووثقه جماعة، وفي "التقريب": إنه صدوق. وإنما علة الحديث شيخه صالح بن موسى، وهو الطلحي، وهو متروك كما في " التقريب "، فالسند ضعيف جدا، فقول المناوي: إنه " ضعيف " فقط، قصور.

والله المستعان

12 ربيع الآخر ١٤٤٤ هـ