الدرس الخمسون باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 1 ربيع الأول 1434هـ | عدد الزيارات: 1790 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قول المصنف:" باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله " هذا الباب أراد به المصنف رحمه الله أنه لا يجوز لأهل الإيمان التشبه بأهل الباطل ولا مشاركتهم في مكان المعاصي والشرور، ولا يكونون معهم في مجامعهم التي فيها معصية الله والتقرب إلى غيره، بل ينبغي ان يكون على اتصال واتحاد ضد أهل الشرك والكفر، فإذا كان للكفار موضع للذبح فلا يشاركهم حتى لا يعد منهم ، فالمؤمن يبتعد بنفسه عن أن يظن به السوء وأن ينسب لأهل السوء.

قول المصنف:" قال الله تعالى:" لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ " نزلت في مسجد الضرار الذي قال الله فيه سبحانه:"وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚلَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " ( التوبة 107، 108)

هؤلاء جماعة من المنافقين منهم أبو عامر الذي كان يقال له أبو عامر الراهب، وكان قد تنصر في الجاهلية وكان المشركون يعظمونه، فلما جاء الإسلام فر إلى الكافرين، فقامت طائفة من المنافقين ببناء هذا المسجد الذي سمي مسجد ضرار، وقصدوا أن يبنوه لأبي عامر ولم يبنوه لأجل فعل ما أمر الله به ورسوله بل لغير ذلك، فقد قصدوا به أن يجعلوه حصنا يأوون إليه، ويجتمعون فيه إذا حضروا، ولمناهضة النبي صلى الله عليه وسلم ومقاتلته ، ولكنهم أخفوا ذلك وزعموا أنهم بنوا المسجد للضعفاء من الناس في الليلة الشائبة ، وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان ياتي إليه ويصلي فيه ، وكان ليس بعيدا من مسجد قباء فقال النبي نحن على سفر وكان قد أراد غزوة تبوك لكن بعد أن نرجع ننزل إن شاء الله ونصلي لكم فلما رجع من تبوك وهو على قرب المدينة أنزل الله في حقه ما أنزل من بيان مقاصدهم الخبيثة، وهي قوله تعالى"وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ" فبعث إليه من أشعل فيه النار وهدمه .

قول المصنف:" وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال " نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم " رواه أبو داود ، وإسناده على شرطهما. ".

الحديث صحح إسناده ابن الملقن في البدر المنير ، والوادعي في صحيح المسند وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وبالله التوفيق

وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434-2-30هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر