الدرس السابع والعشرون: باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله (1)

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 20 صفر 1434هـ | عدد الزيارات: 1656 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذا الباب في الدعوة إلى الله ،لما ذكر المؤلف رحمه الله ، حقيقة التوحيد ، وفضله، وتحقيقه، وذكر الخوف من الشرك ذكر بعد ذلك الدعوة ، فقال: باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله، فمراد المؤلف الدعوة إلى التوحيد، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك تنبيها منه على أن المؤمن متى منَّ الله عليه بالعلم والبصيرة فإن الواجب عليه أن يدعو إلى الله وينشر العلم كما علمه الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، كما كان ذلك شأن المرسلين واتباعهم إلى يوم الدين، وإذا أراد الداعي الدعوة إلى الله فاليبدأ بالتوحيد الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، إذ لا تصح الأعمال إلا به.


قول المصنف:" وقوله تعالى " قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (يوسف 108) .

يقول الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (قُلْ) يا محمد ، وهكذا الأمة بعده (هَٰذِهِ) الدعوة التي أدعو إليها ، والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته، (سَبِيلِي) طريقي ودعوتي (إِلَى اللَّهِ) إلى توحيد الله وطاعته واتباع شرعه.

قوله " على بصيرة " أي علم، فتضمنت هذه الدعوة الإخلاص والعلم، وإذا كانت الدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها فهي لا تحصل إلا بالعلم الذي يدعو به، فلابد في كمال الدعوة من البلوغ في العلم

قوله " أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي "
" أنا "توكيد للضمير المستتر في قوله " أدعو " يعني : أدعو أنا إلى هذا على بصيرة ،ومن اتبعني كذلك، وهذا يدل على أن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، هم أصحاب البصائر وهم الدعاة إلى الله، فالعالم الذي لا يدعو إلى الله ولا يهدي الناس إلى الحق ليس متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم اتباعا حقيقيا.فالدعوة إلى الله هي طريق الرسل، وهي سبيلهم من أولهم إلى آخرهم وهي سبيل العلماء الصالحين الصادقين الموفقين وهي منهجهم ، فالواجب عليك يا عبد الله حسب علمك أن تدعو إلى الله على بصيرة كما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم

وقوله تعالى :" وسبحان الله " أي وأنزه الله من أن يكون له شريك ونِدٌّ ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

وإعراب " سبحان " مفعول مطلق عامله محذوف تقديره أسبح.

قوله " وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "وأنا بريء من أهل الشرك به ، لستُ منهم ولا هم مني.

وبالله التوفيق

20 - 2 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 4 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر