الدرس الخامس عشر فضل التوحيد 5

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

قوله صلى الله عليه وسلم :"والجنة حق والنار حق"،أي وشهد أن الجنة التي أخبر الله بها في كتابه أنه أعدها لمن آمن به وبرسوله .(حقٌ)أي ثابتة لا شك فيها، وشهد أن النار التي أخبر الله بها في كتابه أنه أعدها للكافرين به وبرسله، (حقٌ) كذلك .

قوله صلى الله عليه وسلم :"أدخله الله الجنة " ، هذه الجملة جواب الشرط ، فمن شهد هذه الشهادة صادقا أدخله الله الجنة، وهذا من الأحاديث المطلقة الدالة على فضل التوحيد ، ولكن دلت النصوص على أن هذا الاطلاق مقيد بمن أدى حق هذه الشهادة؛ أي شهد شهادة تتضمن إخلاص العبادة له وحده مع متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته ، فمن شهدها باللسان فقط وهو يشرك بقلبه أو عمله كالمنافقين فهذا لا تنفعه الشهادة.

قوله صلى الله عليه وسلم" على ما كان من العمل " أي على ما كان عنده من صلاح وفساد، إذا قالها عن إخلاص وإيمان فإنه يدخل الجنة إذا مات على توبة وعمل صالح وصدق، وإذا مات على المعاصي فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة .

قول المصنف :"ولهما " أي البخاري ومسلم في صحيحيهما.

قوله: "في حديث عتبان" ، هوعِتْبَانُ بنُ مالك صحابي من الأنصار من بني غنم بن عوف من الخزرج، آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمر بن الخطاب، وشهد غزوات بدر ، وأحد، والخندق، ثم ذهب بصره. توفي عتبان بن مالك في وسط خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

قوله صلى الله عليه وسلم" فإن الله حرم على النار " أي منع النار أن تصيبه.

وقوله " من قال لا إله إلا الله " أي بشرط الإخلاص بدليل قوله يبتغي بذلك وجه الله أي يطلب وجه الله ومن طلب وجهاً فلا بد أن يعمل كل ما في وسعه للوصول إليه لأن مبتغي الشيء يسعى في الوصول إليه .

فالحديث واضح الدلالة على شرطية العمل لمن قال لا إله إلا الله حيث قال يبتغي بذلك وجه الله ،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن المبتغي لا بد أن يكمل وسائل البغية وإذا أكملها حرمت عليه النار تحريماً مطلقاً فإذا أتى بالحسنات على الوجه الأكمل فإن النار تحرم عليه تحريماً مطلقاً وإن أتى بشيء ناقص فإن الابتغاء فيه نقص فيكون تحريم النار عليه فيه نقص لكن يمنعه ما معه من التوحيد من الخلود في النار وكذا من زنا أو شرب الخمر أو سرق فإذا فعل شيئاً من ذلك ثم قال حين فعله أشهد أن لا إله إلا الله ابتغي بذلك وجه الله فهو كاذب في زعمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " رواه البخاري ومسلم .، فضلاً عن أن يكون مبتغياً وجه الله .

قول المصنف:"وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال موسى : يا ربِّ ! علِّمْنِي شيئًا أذكُرَك بهِ وأدعوكَ بهِ ؟ قال : قل يا موسى : لا إلهَ إلا اللهُ ، قال : يا ربِّ ! كلُّ عبادِك يقولون هذا ، قال : يا موسى ! لو أنَّ السماواتِ السبعِ وعامرهن غيري والأرضينَ السبعِ في كفَّةٍ ؛ ولا إلهَ إلا اللهُ في كفَّةٍ مالت بهنَّ لا إلهَ إلا اللهُ " رواه ابن حبان والحاكم وصححه. "

الحديث ضعفه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح ، و ضعيف المورد وضعيف الترغيب.وحيث إنه ثبت ضعف الحديث فإني أصرف النظر عن شرحه.

وبالله التوفيق

14 - 2 - 1434هـ