عيد الأضحى 3

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437هـ | عدد الزيارات: 2344 القسم: خطب العيدين

الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . الله أكبر عدد ما خلق الخلقَ، وكلُهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبر عز ربُنا سلطاناً ومجداً ، وتعالى عظمةٌ وحِلْماً ، عنتِ الوجوه لعظمته ، وخضعت الخلائقُ لقدرته ، الله أكبر ما ذكره الذاكرون ، والله أكبر ما هللَ المهللون ، وكبر المكبرون ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً . الله أكبر عدد ما أحرم الحجاجُ من الميقات ، ولبى الملبون ، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكةَ ومنىً ومزدلفة وعرفات ، الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات ، الله أكبر عدد ما سعى بين الصفا والمروة، والله أكبر عدد ما حلقوا الرؤوس تعظيماً لرب البريات.

الحمد لله الذي سهل لعباده طرقَ العبادة ويسر ، وتابع لهم مواسم الخيرات لتزدان أوقاتهم بالطاعات وتعمر ، الحمد لله عدد حجاج بيته المطهر ، وله الحمد أعظم من ذلك وأكثر ، الحمد لله على نعمه التي لا تحصى ، والشكر له على آلائه التي لا تعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، مَلك فقهر ، وتأذن بالزيادة لمن شكر ، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ، تفرد بالخلق والتدبير وكُلُ شيءٍ عنده بمقدار ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحبَ الوجه الأنور ، والجبينَ الأزهر ، طاهرَ المظهر والمخبر ، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ، وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً .

أما بعد :

اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الدين العظيم ، الذي أكمله لكم ، وأتم عليكم به النعمة ، ورضيه لكم ديناً ، قال تعالى " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ " المائدة 3 ، دينكم يا عباد الله أعظم الأديان ، وأرسخها في العقول، محروس من الزيادة والنقصان ، وما سواه اليوم فهو باطل، ولن يقبل الله من أحدٍ ديناً سوى الإسلام ، قال تعالى " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " آل عمران 85، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " أخرجه مسلم ، واعلموا أيها الناس أن البعد عن الدين هو الانتحار والدمار، دين الإسلام العظيم صالح لكل زمان ومكان ، فتمسكوا بدينكم ، وعُضوا عليه بالنواجذ ، ففي ذلكم النصرُ والتمكينُ والهدايةُ لكم في الدارين .

أمة الإسلام ؛

من أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، إقام الصلاة ، فمن أقامها فقد أقام الدين ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، قال تعالى " وأقيموا الصلاة " البقرة 43 ، وقال سبحانه " حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوسطى وقوموا لله قانتينَ البقرة 238 ، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ " إنَّكَ سَتَأْتي قَوْمًا أهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ،" أخرجه البخاري ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "والذي نَفْسِي بيَدِهِ لقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ بحَطَبٍ، فيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بالصَّلاَةِ، فيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ، " رواه البخاري ، تارك الصلاة ممقوتٌ ، وعلى غير الإسلام يموتُ ، قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ " أخرجه النسائي وصححه الألباني ، فعليكم معاشر الآباء والأمهات ، تقع مسؤولية التربية ، والعناية بالناشئة ، وإياكم والتفريطَ في ذلك ، فقد جاء الوعيدُ ، والتخويفُ والتهديد لمن فرط في أمانة التربية ، أخرج البخاري في صحيحه من حديث مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ أنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً ، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ " ، وعند مسلم في صحيحه أيضاً قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " ، وأي غش أعظم من إهمال الأبناء والبنات والزوجات فاتقوا الله أيها الأولياء ، فعذاب الله شديد.

الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد.

أُمَّةَ الإسلامِ ؛

من أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى وحق نبيه صلى الله عليه وسلم ، حقُ الوالدين ، فحقهما عظيم ، وبرهما واجبٌ ، قرن الله طاعتَهما بطاعته ، وحقَّهُمَا بحقه ، فقال سبحانه " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً " النساء 36 ، ولقد رتب الشرع المطهر على برهما التوفيق ورغد العيش ، وسعة الرزق ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " رواه البخاري ومسلم ، وعلى النقيض من ذلك فقد حذر الشارع الكريم من عقوق الوالدين وتوعد على ذلك بالعذاب والنكال ، فقال سبحانه وتعالى " فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً " الإسراء 23 ، وقال صلى الله عليه وسلم:" لعنُ اللهُ من سبَّ والديه" أخرجه ابن حبان وصححه الألباني رحمه الله ، وقال صلى الله عليه وسلم " ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة العاقُ لوالديه ، والمدمنُ على الخمر ، والمنَّان بما أعطى " أخرجه النسائي وأحمد وحسنه الألباني ، فالعيدُ فرصةٌ سانحة لتصحيح المسار ، وتقويم الخطأ ، فمن كان عاقاً لوالديه ، أو قاطعاً لرحمه ، فلينتهز الفرصةَ ، فالفرصُ ربما لا تعود ، وهذا اليوم العظيم من أيام الله المشهودة ، يوم عيد الأضحى ، لحريٌّ أن لا يُضيعه العاق لوالديه ، فواجب عليه أن ينطرح بين أيديهما، ويطلب الصفح والعفو منهما

الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

أمة الإسلام:

إن من أسباب عموم العذاب ، وتسلط الأعداء ، ترك شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والتي امتدح الله أهلها وممارسيها فقال سبحانه " كنتم خيرَ أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " آل عمران 110 ، فاحذروا يا عباد الله أن تشبهوا باليهود في تركهم الأمر بالمعروف ، وسكوتهم عن المنكر ، قال تعالى " لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون " المائدة 78 ، 79، وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " أخرجه الترمذي وحسنه الألباني .

الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد

أمة الإسلام

إن من أهم القضايا المعاصرة، قضية المرأة، فما فتيئ أهل الباطل يدعون لتحريرها من شرع ربها، ورفع قيود الإسلام عنها

غير أن الإسلام أعزها، ورفع مكانتها ، وأعلى من شأنها ، ولهذا أمرها بالحجاب والستر والعفاف والقرار في البيوت ، كي لا تصل إليها يد العابثين بالأعراض ، قال تعالى " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " الأحزاب 33 ، وقال تعالى " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " الأحزاب 53 ، وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ " الْحَمْوُ الْمَوْتُ " متفق عليه ، إن مما تأسف له النفوس أن هناك ثُلة من المسلمين اليوم هضموا حقوق المرأة في الإسلام ، فحرموها من الميراث المقدر لها شرعاً، ففي الميراث يقول الله تعالى " للذكر مثل حظ الأنثيين " النساء 11 ، وفي زواجهن من الخاطب الكفء قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ " أخرجه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني لغيره ، وفي شأن العدل بين الزوجات يقول الله تعالى " فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة " النساء 129 ، وقال صلى الله عليه وسلم " " من كان له امرأتانِ ، يميلُ لإحداهُما على الأُخرى ، جاء يومَ القيامةِ ، أحدُ شقيْهِ مائلٌ " رواه النسائي وصححه الألباني .

الله أكبر ، الله اكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد

عباد الله:

نحن بحمد الله نعيش الأمن والأمان في بلاد الحرمين الشريفين ، نعيش حياة رغدة سعيدة ، تتمناها شعوب العالم قاطبة ، فأطيعوا ولاة أمركم ، وأوصيكم بوصية رسول الله لكم حيث قال صلى الله عليه وسلم " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي ، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي ، وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ ، وَيُتَّقَى بِهِ ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا ، وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ " أخرجه البخاري ، وقَالَ صلى الله عليه وسلم " مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " أخرجه البخاري ومسلم

فاتقوا الله أيها الناس ، وأطيعوا ولاة أمركم وعلمائكم ومن ولاهم الله أمركم ، فقد قال ربكم ومولاكم

" يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " النساء 59

الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد.

هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر

الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الحمد لله المحمود على كل حال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أهل الثناء والمجد ، لا رب لنا سواه ، ولا خالق غيره ، ولا رازق إلا هو ، مستحق للشكر والحمد ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه ، صلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم واقتفى أثرهم

أما بعد:

أمة الإسلام ؛ إن يومكم هذا يوم عظيم ، هو يوم الحج الأكبر ، وهو آخر الأيام المعلومات ، وأول الأيام المعدودات ، في هذا اليوم العظيم يجتمع الحجاج ليؤدوا فيه معظم مناسك الحج ، ويتقربون إلى الله بالعج والثج ، فيه يرمون الجمرة الكبرى ، وينحرون الهدايا ، فيه يحلقون رؤوسهم ، ويطوفون بالبيت العتيق ، ويسعون بين الصفا والمروة بسكينة ووقار، في هذا اليوم يشترك الحجاج وغير الحجاج بإراقة دماء الهدي والأضاحي تقرباً إلى الله عز وجل ، قال تعالى:" لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم " الحج 37.

اعلموا ، وفقني الله وإياكم ، أنه لا تجوز الأضحية بأربع فعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: " أَرْبَعٌ لاَ تُجْزِئُ فِي الأَضَاحِي: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لاَ تُنْقِي" رواه أبو داود وصححه الألباني ، ولا يجزئ من الإبل إلا ما تم له خمس سنين ، ومن البقر ما تم له سنتان ، ومن المعز ما تم له سنة ، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر ، وتجزئ البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة ، والشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته وله أن يشرك من شاء في الثواب فإن فضل الله واسع بشرط أن لا يشاركه في دفع القيمة أحد، ولا يبع منها شيئاً ، ولا يعطي الجزار أجرته منها ، واعلموا أن وقت ذبح الأضاحي بعد الانتهاء من صلاة العيد ، ويمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق ، ومن ذبح قبل الصلاة فهي شاة لحم وليست بأضحية ، ولم يصب سنة المسلمين ، قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَانَ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ أَوْ نُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ " متفق عليه ، واعلموا رحمكم الله أن هذه الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام التشريق ، ويحرم صيامها ، كما يحرم صيام يومي العيدين ، عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ " أخرجه مسلم ، فأكثروا فيها من ذكر الله تعالى بالتكبير والتهليل والتحميد في أدبار الصلوات وفي جميع الأوقات ، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة في دين الله بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وعليكم بجماعة المسلمين ، فإن يد الله مع الجماعة.

هذا وصلوا وسلموا على الخليل المصطفى ، والنبي المجتبى ، نبينا محمد خير الورى ، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " الأحزاب 56 .

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك وخليلك محمد ، وعلى آله ، وصحابته أجمعين ، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم من أراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ، واجعل تدبيره تدميراً عليه يارب العالمين ، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم إنا نسألك الجنة ، ونعوذ بك من النار ، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، اللهم احفظنا بالإسلام ، ولا تشمت بنا الأعداء يارب العالمين، " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " البقرة 201 .

عباد الله " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " النحل 90 ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، " ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون " العنكبوت 45

5 - 12 - 1437هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 4 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة