الدرس 216 صفة نزول الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 4 رجب 1437هـ | عدد الزيارات: 2047 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

عن عائشة رضي الله عنها : أن الحارث بن هشام سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال : " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي ، فيفصم عني ، وقد وعيت ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا ، فيكلمني فأعي ما يقول " قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد رأيته - صلى الله عليه وسلم - ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه ، وإن جبينه ليتفصد عرقا أخرجاه في الصحيحين
وفي حديث الإفك ، قالت عائشة : فوالله ، ما رام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسه ، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء ، حتى أنه كان يتحدر منه مثل الجُمان من العرق ، وهو في يوم شات من ثقل الوحي الذي ينزل عليه

وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي كربه ذلك وتربد وجهه، وفي رواية وغمض عينيه وكنا نعرف ذلك منه

وفي الصحيحين حديث زيد بن ثابت حين نزلت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين " النساء : 95 فلما شكى ابن أم مكتوم ضَرارته نزلت : "غير أولى الضرر" النساء : 95 ، قال : وكانت فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي ، وأنا أكتب ، فلما نزل الوحي كادت فخذه ترض فخذي

وفي صحيح مسلم عن يعلى بن أمية قال قال لي عمر : أيسرك أن تنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوحى إليه ؟ فرفع طرف الثوب عن وجهه ، وهو يوحى إليه بالجُعرانة ، فإذا هو محمر الوجه ، وهو يغط كما يغط البكر وثبت في " الصحيحين " من حديث عائشة لما نزل الحجاب ، وإن سودة خرجت بعد ذلك إلى المناصع ليلا ، فقال عمر : قد عرفناك يا سودة ، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته ، وهو جالس يتعشى ، والعرق في يده ، فأوحى الله إليه ، والعرق في يده ، ثم رفع رأسه ، فقال : " إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن " فدل هذا على أنه لم يكن الوحي يُغيب عنه إحساسه بالكلية ; بدليل أنه جالس لم يسقط ، ولم يسقط العرق أيضا من يده ، صلوات الله وسلامه دائما عليه

وروى أبو داود الطيالسي عن ابن عباس قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه الوحي تَرَبد لذلك جسده ووجهه ، وأمسك عن أصحابه ، ولم يكلمه أحد منهم

وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمرو قلت : يا رسول الله ، هل تحس بالوحي ؟ قال : " نعم ، أسمع صلاصل ، ثم أثبت عند ذلك ، وما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيظ منه "

وروى أبو يعلى الموصلي عن الفلتان بن عاصم قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل عليه ، وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه ، وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله عز وجل

وروى الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد ، قالت إني لآخذة بزمام العضباء ; ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ نزلت عليه المائدة كلها ، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1437/7/4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 9 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي