ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 215 أوائل من أسلم من الصحابة

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 7 رجب 1437هـ | عدد الزيارات: 1858 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

روى ابن إسحاق عن مجاهد قال : كان من نعمة الله على علي أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمه العباس وكان من أيسر بني هاشم : " يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق حتى نخفف عنه من عياله " فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا فضمه إليه ، فلم يزل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بعثه الله نبيا ، فاتبعه علي وآمن به وصدقه.

قال النَخعي أول من أسلم أبو بكر وروى ابن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر ، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين ذكرته ، ولا تردد فيه " عكم، أي تلبث، وابن إسحاق وغيره ذكروا أنه كان صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة ، وكان يعلم من صدقه ، وأمانته ، وحسن سجيته ، وكرم أخلاقه ، ما يمنعه من الكذب على الخلق ، فكيف يكذب على الله ؟ ! ولهذا بمجرد ما ذكر له أن الله أرسله بادر إلى تصديقه ، ولم يتلعثم.

وقد ثبت في " صحيح البخاري " ، عن أبي الدرداء في حديث ما كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من الخصومة ، وفيه : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله بعثني إليكم ، فقلتم : كذبت وقال أبو بكر : صدق وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي "؟ مرتين ، فما أوذي بعدها وهذا كالنص على أنه أول من أسلم رضي الله عنه.

وروى شعبة عن زيد بن أرقم قال : أول من صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر الصديق قال إبراهيم النخعي ومحمد بن كعب ومحمد بن سيرين وسعد بن إبراهيم وهو المشهور عن جمهور أهل السنة أن أول من أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

وثبت في صحيح البخاري من حديث همام بن الحارث عن عمار بن ياسر قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا خمسة أعبد ، وامرأتان وأبو بكر، وقال أبو حنيفة رحمه الله: أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر ومن النساء خديجة ، ومن الموالي زيد بن حارثة ومن الغلمان علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .


قال محمد بن إسحاق : لما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه ، دعا إلى الله عز وجل ، وكان أبو بكر رجلا مألفا لقومه ، محببا سهلا ، وكان أنسب قريش لقريش ، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر ، وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف ، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه ، لغير واحد من الأمر لعلمه ، وتجارته ، وحسن مجالسته ، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه ، فأسلم على يديه الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم ، فانطلقوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعهم أبو بكر فعرض عليهم الإسلام ، وقرأ عليهم القرآن ، وأنبأهم بحق الإسلام ، فآمنوا ، وكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا في الإسلام فصدقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآمنوا بما جاء من عند الله.

وثبت في " صحيح مسلم " من حديث أبي أمامة عن عمرو بن عبْسة السُلمي رضي الله عنه ، قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أول ما بعث وهو بمكة ، وهو حينئذ مستخفيا ، فقلت : ما أنت ؟ قال : " أنا نبي " فقلت : وما النبي ؟ قال : " رسول الله " قلت : آلله أرسلك ؟ قال : " نعم " قلت : بم أرسلك ؟ قال : " بأن تعبد الله وحده لا شريك له ، وتكسر الأصنام ، وتصل الأرحام " قال : قلت : نِعْمَ ما أرسلك به ، فمن معك على هذا ؟ قال : " حر وعبد " يعني أبا بكر وبلالا قال : فكان عمرو يقول : لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام قال : فأسلمت قلت : فأتبعك يا رسول الله قال : لا ، ولكن الحق بقومك ، فإذا أخبرت أني قد خرجت فاتبعني "
وفي " صحيح البخاري " عن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول : ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه ، ولقد مكثت سبعة أيام ، وإني لثلث الإسلام

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1437/7/7 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 2 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي