الدرس 231: موقف المسلم من الفرق

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 7 ربيع الأول 1436هـ | عدد الزيارات: 2572 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

س: لقد ظهرت الآن فرق كثيرة مثل: فرق الصوفية المتعددة: الشاذلية ، والإبراهيمية ، والقاديانية فما موقف الإسلام من هذه الفرق وما موقفنا كمسلمين نحوها ؟

ج: نقرهم على ما وافقوا فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وننكر عليهم ما خالفوا فيه الكتاب والسنة

لا يجوز التعبد بما في هذا الكتاب (أوراد الطريقة البرهامية) لما في ذلك من قراءة القرآن للأموات بل لأموات مخصوصين يتوقع أنها قرئت لهم رجاء بركتهم، كما في فواتح أهل السلسلة، وفيه من البدع جعل قراءة الفواتح لهؤلاء مفتاحا للأوراد ولما في الأساس الذي يقرأ بعد الصبح وبعد العصر من بدعة تحديد الوقت لهذا الذكر وتحديد عدد مائة مرة للبسملة وعدد مائة مرة للذكر بكلمة يا دائم فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جعل حدا لذلك من الوقت أو العدد، بل لم يثبت عنه أنه تقرب إلى الله بتكرار البسملة مجردة ولا أنه ذكر الله بكلمة يا دائم مجردة ولما جاء فيه من التوسل بالعرش والكرسي والنور النبوي في الدعاء وذلك تحت عنوان: التحصين الشريف والغوثية

قلت: أما النور النبوي فالصوفية يرون الرسول صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور لذلك أحياناً أسأل هذا السؤال في بعض الدول

ومن التوسل بالحروف المقطعة في أوائل السور وبأسماء مجهولة المعنى غير عربية مثل كركر، كردد كردد، ره ره، بها بها بها، بهيا بهيا بهيا، بهيات بهيات، ولما جاء في صلاة ابن مشيش من الكلمات المنكرة مثل قوله في النبي صلى الله عليه وسلم: ولا شيء إلا وهو به منوط إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط، وقوله في الدعاء: (وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها....) إلى آخره، ولما فيه من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته والشافعي والبدوي والرفاعي والاستغاثة بغير الله وذلك بمنظومة تحت عنوان التوسل

قلت: الصوفية يجتمعون مع الرافضة في البدع الشركية والاستغاثة بغير الله

وأما عن الأحمدية فقد صدر الحكم من حكومة باكستان على هذه الفرقة بأنها خارجة عن الإسلام، وكذلك صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحكم عليها بذلك، ومن مؤتمر المنظمات الإسلامية المنعقد في الرابطة في عام 1394هـ، وقد نشر رسالة توضح مبدأ هذه الطائفة وكيف نشأت ومتى إلى غير ذلك مما يوضح حقيقتها والخلاصة: أنها طائفة تدعي أن مرزا غلام أحمد الهندي نبي يوحى إليه وأنه لا يصح إسلام أحد حتى يؤمن به، وهو من مواليد القرن الثالث عشر، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه الكريم أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وأجمع علماء المسلمين على ذلك، فمن ادعى أنه يوجد بعده نبي يوحى إليه من الله عز وجل فهو كافر لكونه مكذبا بكتاب الله عز وجل، ومكذبا للأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على أنه خاتم النبيين، ومخالفا لإجماع الأمة

وأما عن جماعة القاديانية ونبيهم المزعوم غلام أحمد القادياني فدعواه النبوة لنفسه كذب، وما زعمه القاديانيون من نبوته فهو زعم كاذب

وأما عن التيجانية والتيجانيون الذين ينشرون قطعة قماش بيضاء في المسجد ويجلسون حولها ويتلون لا إله إلا الله وكلمتين أخريين معها مائة مرة فإن هذا من البدع لقوله صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ومن ذلك أيضاً الاجتماع قبل الفجر أو بعده أو بعد العشاء للتعبد بأوراد وضعوها من عند أنفسهم أو الأذكار بهيئات مزرية وترنحات هي إلى الألعاب والتمثيل أقرب وبه أشبه، ومن ذلك ذكرهم بكلمة (هو) وكلمة (آه) وليستا من أسماء الله، بل الأولى ضمير الغائب والثانية كلمة توجع فالذكر بهما من البدع المنكرة

فالطريقة التيجانية طريقة لا تتفق مع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، بل فيها بدع شركية تخرج من يعتقدها أو يعمل بها من ملة الإسلام والعياذ بالله، وأورادها فيها بدع فلا يجوز التعبد بها لأن الأذكار من العبادات والعبادات توقيفية يرجع فيها إلى كتاب الله وإلى ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلاوة القرآن الكريم وما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذكر والدعاء في دواوين السنة، والكتب التي استخلصت، منها مثل رياض الصالحين للنووي ، والكلم الطيب لابن تيمية والوابل الصيب لابن القيم، والأذكار للنووي وغيرها من كتب الحديث المعتمدة

والطوائف الضالة كالتيجانية فليسوا من أولياء الله، بل هم من أولياء الشيطان، وننصح بقراءة كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وكتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم وهما لشيخ الإسلام ابن تيمية

أما كتاب دلائل الخيرات فننصح بتركه لما يشتمل عليه من الأمور المبتدعة والشركية

ومما تقدم لا يجوز للمسلم أن يأخذ من أوراد أصحاب البدع المضللة من القاديانين والتيجانيين وغيرهما ويجعلها أوراداً له بل عليه الاكتفاء بالمشروع وهو ما ورد في الكتاب والسنة

لا يجوز أن يقرأ شعر عند ختم القرآن والدعاء المنسوب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية عند ختم القرآن لا نعلم صحته عنه، ولم نقف عليه بشيء من التفسير، لكن قد اشتهرت نسبته إليه، ولا نعلم فيه بأسا، وإذا دعا الإنسان بدعوات أخرى فلا بأس بذلك لعدم الدليل على تعيين دعاء معين

وأحمد التيجاني وأتباعه الملتزمون لطريقته من أشد خلق الله غلوا وكفرا وضلالا وابتداعا في الدين لما لم يشرعه الله سبحانه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم

وأهل الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة المبينة صفاتهم في قوله صلى الله عليه وسلم: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل: من هي يا رسول الله قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي

الفرقة التيجانية لا تصح الصلاة خلف من هو على طريقتهم، وبإمكان المسلم أن يلتمس له إماما غير متبع لطريقة التيجانية وغيرها من طرق المبتدعة ممن لا تتسم عباداتهم وأعمالهم بالمتابعة لمحمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، وإذا لم يجد إماما غير مبتدع فيقيم له جماعة في أي مسجد من مساجد المسلمين إذا أمن الفتنة والإضرار به من المبتدعة، فإن كان في بلد تسلط فيه مبتدع فيقيم الجماعة في أهله أو بأي مكان يأمن فيه على نفسه، ومتى أمكنتك الهجرة إلى بلد تقام فيه السنة وتحارب البدع وجب عليك ذلك

س: حكم قراءة مناقب الشيخ عبد القادر ؟

ج: محبة أولياء الله وإكرام الضيف من محاسن الشريعة ومما حث عليه الكتاب والسنة، لكن اتخاذ قراءة مناقب الشيخ عبد القادر أو نحوه وسيلة لمحبة الأولياء واتخاذ مد السماط عادة عند ذلك من البدع التي تفضي إلى الغلو في عبد القادر وأمثاله وقد تنتهي إلى دعائه والاستغاثة به والتوسل بجاهه عند الدعاء، وذلك ممنوع شرعًا لأنه إما شرك كالاستغاثة به وإما ذريعة كالتوسل به أو بجاهه إلى الله، ولأنه يقع كثيرًا في تراجم من يسمون أولياء من الكذب والأباطيل ما قد يفضي إلى الغلو فيهم، وخير من ذلك أن يجمع معارفه على قراءة القرآن ودراسته وقراءة الأحاديث الصحيحة لمعرفة الأحكام والاتعاظ بذلك

س: ما توجيهاتكم لي في القراءة وما رأيكم في ما يسمى صلاة الفاتح ؟

ج: تعتني بكتاب الله وتكثر من تلاوته وتدبره لأنه أصل كل خير، ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقرأ في التوحيد: شرح العقيدة الطحاوية، وكتاب تطهير الاعتقاد للصنعاني، وكتاب التوحيد لابن خزيمة، وكتاب مختصر الصواعق المرسلة للموصلي، وكتاب كشف الشبهات، وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة الواسطية مع شروحها لابن تيمية، وكتابي الحموية والتدمرية له

واقرأ في الفقه في كتاب المهذب لأبي إسحاق الشيرازي، وكتاب زاد المعاد لابن قيم الجوزية، وكتاب إعلام الموقعين له أيضًا، وعمدة الفقه للموفق ابن قدامة

واقرأ من كتب الحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم ورياض الصالحين ومنتقى الأخبار وبلوغ المرام

واقرأ من كتب المواعظ في كتاب الداء والدواء لابن قيم الجوزية، ويسمى أيضًا الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي وكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح، والوابل الصيب لابن القيم

أما ما يسمى صلاة الفاتح عند التيجانية من جلوسهم بعد صلاة الصبح من يوم الجمعة يجلسون في شكل حلقة ويضعون قطعة قماش في الوسط ويدعون أنه يجلس فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأحمد التيجاني وفي هذا الوقت فما زعموه من ذلك كذب وعملهم باطل وبدعة محدثة

وبالله التوفيق

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

1436-03-6 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 132 الجزء الثالث : شروط قبول الدعاء - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 131 الجزء الثالث ‌‌وجوب النهي عن المنكر على الجميع - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر