الدرس 319 التعليق على قول الرسول احفظ الله يحفظك

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 2 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1682 القسم: الفوائد الكتابية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شباب الإسلام هم زينة الحياة وعدة الزمان - بعد الله - الذين نشأوا في عبادة الله والذين تركوا الصبوة وانقطعوا عن النزوة واستبقوا ميادين الباقيات الصالحات فوعدهم الله أن يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله لذا كان في طليعة الواجبات على المجتمع الإسلامي تنشئة شباب الجيل وأخذهم بتعاليم الإسلام وتزويدهم بالوسائل الناجحة لخوض غمار الحياة متدرعين بالدين معتصمين بالله رب العالمين " ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم"(آل عمران 101) ولقد كان من حرص رسول الهدى صلي الله عليه وسلم على هداية الأمة والعناية بشبابها في التقويم والتوجيه أن وجه إلى ابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وقد كان في زهرة الشباب بل وجه إلى الأمة جمعاء وخاصة الشباب وصية هي ملاك السعادة ومشعل النور في حالك الظلمة وهي جديرة بأن ينقشها كل فرد على صفحات قلبه جديرة أن يلقنها كل مسلم أبناءه وشباب جيله يقول رسول الرب الرحيم موجهاً إلى ابن عباس: يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ ."صحيح الترمذي للألباني.

إنها توجيهات كريمة لو نشيء عليها الشباب وأخذ الناس بها بعين الإعتبار لصلح لهم أمر الدين والدنيا معاً وجمعوا أطراف السعادة في العاجلة واالعقبى

فحفظ المرء لربه هو أن يستجيب لأمره ويجتنب نهيه ويستبق ميادين الباقيات الصالحات في حياته

وحفظ الله لعبده: هو أن يحفظ له مصالح دنياه ودينه فيحفظ له صحته وعقله وماله وأهله وولده ويشمله بلطفه في قضائه وقدره وفي ذلك سعادة الدنيا ونعيمها ويحفظ عليه دينه من الزيغ والشبهات والفتن المضلة حتى يتوفاه الله على الإسلام ويدخله الجنة دار السلام ومصداق ذلك قول الملك العلام "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" (النحل 97) ومن حفظ الله ورعى حقوقه وجد الله معه يحوطه بنصره وتأييده وتوفيقه فيطوي مرحلة حياته موفقاً مسدداً كما قال تعالى "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " وجاء في حديث قدسي:" وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها ." صحيح البخاري، أي يكون في حماية الله وحفظه بعيداً عن الزلة قريباً إلى الخير، ويقول: "وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ "

وبالله التوفيق

1435/5/2هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 4 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي