الدرس الثاني والأربعون باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 27 صفر 1434هـ | عدد الزيارات: 1739 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد


قول المصنف:" عن أبي واقد الليثي " خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ " الأعراف 138 لتركبن سنن من كان قبلكم " رواه الترمذي وصححه" ، والحديث صححه الألباني أيضا.

قوله:"عن أبي واقد الليثي"اسمه الحارث بن عوف، صحابي مشهور، مات سنة ثمانٍ وستين، وله خمس وثمانون سنة

قول الراوي : "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء"

حدثاء : جمع حديث، أي أننا قريبو عهدٍ بكفرِ، وإنما ذكر ذلك رضي الله عنه للاعتذار لطلبهم وسؤالهم، ولو وقر الإيمان في قلوبهم لم يسألوا هذا السؤال .
قوله " يعكفون عندها " أي : يقيمون عندها، والعكوف ملازمة الشيء، ومنه قوله تعالى " وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ " البقرة 187 .
قوله " ينوطون " أي يعلقون بها أسلحتهم ؛ للتبرك بها.
قوله " يقال لها ذات أنواط " أي أنها تلقب بهذا اللقب لأنها تناط فيها الأسلحة، وتعلق عليها رجاء بركتها، فالصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط أي سدرة نعلق أسلحتنا عليها تبركاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الله أكبر "، كبَّر تعظيما لهذا الطلب ، أي استعظاما له، وتعجبا لا فرحا به، كيف يقولون هذا القول ؟ وهم آمنوا بأنه لا إله إلا الله ؟ لكن " إنها السنن " يعني إن هذه الأمور هي سنن من قبلكم .ثم قال: " قلتم والذي نفسي بيده "يحلف بالله صلى الله عليه وسلم؛ لأن نفوس العباد كلها بيد الله، يعني : والله ، " كما قالت بنو إسرائيل لموسى"، وإسرائيل هو يعقوب، بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام "اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ "هؤلاء اليهود قالوا لموسى هذا الكلام ، فأنكر عليهم موسى عليه الصلاة والسلام، وبين بطلان ما هم عليه، فهكذا هؤلاء تاسوا بأولئك، وقالوا مثلهم جهلًا، وقال الله في حال بني إسرائل:" إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك"لتركبن سنن من كان قبلكم"، (سنن) :أي طرق، وهذا يبين لنا أن هذه الأمة تسلك مسالك من كان قبلها

وبالله التوفيق

27 - 2 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 7 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 146 الجزء الرابع  الاستسلام لشرع الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 145 الجزء الرابع: وجوب طاعة الله ورسوله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 144  الجزء الرابع الحلف بغير الله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 143 الجزء الرابع تأويل الصفات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 142 الجزء الرابع التحدث بالنعم والنهي عن الإسراف - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 141 الجزء الرابع ‌‌أخلاق أهل العلم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر