الدرس 68 زيارة النساء للقبور

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 15 جمادى الآخرة 1442هـ | عدد الزيارات: 455 القسم: تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه " لعن زائرات القبور " من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنهم جميعا ، قلت أما حديث ابن عباس ففي إسنادِه أبو صالِح موْلى أم هانئ، ضعيف، قال أبو حاتم: يُكْتَب حديثُه، ولا يُحْتَج به ، وأمَّا حديث حسَّان بن ثابتٍ، ففيه عبدالرحمن بن بهمان، لم يوثَّق،وأسلَمُها حديثُ أبِي هُرَيرة؛ "لعن الله زوَّارات القُبور" ، حسَّنه الألبانيُّ في "صحيح التِّرمذي"، و "مشكاة المصابيح".
وأخذ العلماء من ذلك أن الزيارة للنساء محرمة ، لأن اللعن لا يكون إلا على محرم ، بل يدل على أنه من الكبائر ، لأن العلماء ذكروا أن المعصية التي يكون فيها اللعن أو فيها وعيد تعتبر من الكبائر ، فالصواب أن الزيارة من النساء للقبور محرمة لا مكروهة ، والسبب في ذلك والله أعلم أنهن في الغالب قليلات الصبر ، فقد يحصل منهن من النياحة ونحوها ما ينافي الصبر الواجب ، وهنَّ فتنة ، فزيارتهن للقبور واتباعهن للجنائز قد يُفْتَتَنُ بهن الرجالُ وقد يُفتَتَنَّ بالرجال ، والشريعةُ الإسلامية الكاملة جاءت بسد الذرائع المفضية إلى الفساد والفتن ، وذلك من رحمة الله بعباده ، وقد صحَّ عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال " ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ." متفق على صحته ، فوجب بذلك سد الذرائع المفضية إلى الفتنة المذكورة .

ومن ذلك ما جاءت به الشريعة المطهرة من تحريم تبرج النساء وخضوعهن بالقول للرجال وخلوة المرأة بالرجل غير المحرم وسفرها بلا محرم وكل ذلك من باب سد الذرائع المفضية إلى الفتنة بهن ، وقول بعض الفقهاء : إنه استثني من ذلك قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما قول بلا دليل ، والصواب أن المنع يعم الجميع ، يعم جميع القبور حتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحتى قبر صاحبيه رضي الله عنهما ، وهذا هو المعتمد من حيث الدليل .

وأما الرجال فيستحب لهم زيارةُ القبور وزيارةُ قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه ، لكن بدون شد الرحل لقوله صلى الله عليه وسلم " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " رواه مسلم في صحيحه ، قلت : ورد بلفظ "فزوروا القبورَ فإنَّها تذكِّر الموتَ"وأما شد الرحال لزيارة القبور فلا يجوز ، وإنما يشرع لزيارة المساجد الثلاثة خاصة ، لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى " متفق على صحته ، وإذا زار المسلم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم دخل في ذلك على سبيل التبعية زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه وقبور الشهداء وأهل البقيع وزيارة مسجد قباء من دون شد الرحل ، فلا يسافر لأجل الزيارة ولكن إذا كان في المدينة شرع له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه ، وزيارة البقيع والشهداء ومسجد قباء ، أما شد الرحال من بعيد لأجل الزيارة فقط فهذا لا يجوز على الصحيح من قولي العلماء .

فإذا وصل المسجد صلى فيه ما تيسر ثم زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وزار قبر صاحبيه وصلى وسلم عليه ، عليه الصلاة والسلام ، ودعا له ثم سلَّم على الصديق ، رضي الله عنه ، ودعا له ثم على الفاروق ودعا له ، هكذا السنة ، وهكذا القبور الأخرى لو زار مثلاً دمشق أو القاهرة أو الرياض أو أي بلد يستحب له زيارة القبور لما فيها من العظة والذكرى والإحسان إلى الموتى بالدعاء لهم والترحم عليهم إذا كانوا مسلمين ، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين " قلت : ورد في مسلم عن بُريدةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:" كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُهم إذا خرجوا إلى المقابِرِ، فكان قائِلُهم يقول: السَّلامُ عليكم أهْلَ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمُسلمينَ، وإنَّا إنْ شاءَ الله لَلاحِقونَ، أسأَلُ الله لنا ولكم العافِيةَ، " ، وورد في مسلم أيضا "عن عائشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: " ألَا أُحَدِّثُكم عنِّي وعن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قلنا: بلى.. الحديث، وفيه: قالت: قلْتُ: كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟ قال: قولي: السَّلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمُسْلمينَ، ويَرْحَمُ اللهُ المُستَقدِمينَ مِنَّا والمُستَأخِرينَ، وإنَّا إن شاءَ الله بكم لَلاحِقونَ"هذه هي السنة من دون شد الرحل ، ولكن لا يزورهم لدعائهم من دون الله لأن هذا شرك بالله عز وجل وعبادة لغيره وقد حرَّم الله ذلك على عباده في قوله سبحانه " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً " الجن 18 ، وقال سبحانه " ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير " فاطر 13 ، 14 ، فبيَّن سبحانه أن دعاء العباد للموتى ونحوهم شرك به سبحانه وعبادة لغيره وهكذا قوله سبحانه " ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " المؤمنون 117 ، فسمَّى الدعاء لغير الله كفراً ، فوجب على المسلم أن يحذر هذا ، ووجب على العلماء أن يبينوا للناس هذه الأمور حتى يحذروا الشرك بالله ، فكثير من العامة إذا مر بقبور من يعظمهم استغاث بهم وقال : المدد المدد يا فلان أغثني انصرني اشف مريضي ، وهذا هو الشرك الأكبر والعياذ بالله ، وهذه الأمور تُطلب من الله عز وجل لا من الموتى ولا من غيرهم من المخلوقين .

أما الحي فيطلب منه ما يقدر عليه إذا كان حاضراً يسمع كلامك أو من طريق الكتابة أو من طريق الهاتف وما أشبه ذلك من الأمور الحسية ، تقول ساعدني على عمارة بيتي أو على إصلاح مزرعتي ، لأن بينك وبينه شيئاً من المعرفة أو التعاون ، وهذا لا بأس به ، كما قال الله عز وجل في قصة موسى " فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه " القصص 15 .

أما أن تطلب من الميت أو الغائب أو الجماد كالأصنام شفاء مريض أو النصر على الأعداء أو نحو ذلك فهذا من الشرك الأكبر وهكذا طلبك من الحي الحاضر ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى يعتبر شركاً به سبحانه وتعالى لأن دعاء الغائب بدون الآلات الحسية معناه اعتقاد أنه يعلم الغيب أو أنه يسمع دعاءك وإن بعد ، وهذا اعتقاد باطل يوجب كفر من اعتقده ، يقول الله جل وعلا " قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله " النمل 65 ، أو تعتقد أنه له سراً يتصرف به في الكون فيعطي من يشاء ويمنع من يشاء كما يعتقده بعض الجهلة في بعض من يسمونهم بالأولياء ، وهذا شرك في الربوبية أعظم من شرك عباد الأوثان ، فالزيارة الشرعية للموتى زيارة إحسان وترحم عليهم وذكر للآخرة والاستعداد لها ، فتذكر أنك ميت مثل ما ماتوا فتستعد للآخرة وتدعو لإخوانك المسلمين الميتين وتترحم عليهم وتستغفر لهم ، وهذه هي الحكمة في شرعية الزيارة للقبور

* لا شك أن اقتراف الذنوب من أسباب غضب الله عز وجل ومن أسباب محق البركة وحبس الغيث وتسليط الأعداء كما قال الله سبحانه " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون"الأعراف 130 ، وقال سبحانه " فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " العنكبوت 40 ، وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " ، قلت : الحديث بتمامه " لا يَرُدُّ القَدَرَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يَزيدُ في العُمُرِ إلَّا البِرُّ، وإنَّ العَبدَ ليُحرَمُ الرِّزقَ بالذِّنبِ يُصيبُه." رواه أحمد ، وحسنه لغيره شعيب الأرناؤوط دون قوله :" وإنَّ العَبدَ ليُحرَمُ الرِّزقَ بالذِّنبِ يُصيبُه "

فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب والتوبة مما سلف منهما مع حسن الظن بالله ورجائه سبحانه المغفرة والخوف من غضبه وعقابه كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن عباده الصالحين " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين " الأنبياء 90 ، وقال سبحانه " أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً " الإسراء 57 ، وقال عز وجل " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " التوبة 71 .

ويشرع للمؤمن والمؤمنة مع ذلك الأخذ بالأسباب التي أباح الله عز وجل ، وبذلك يجمع بين الخوف والرجاء والعمل بالأسباب متوكلاً على الله سبحانه معتمداً عليه في حصول المطلوب والسلامة من المرهوب والله سبحانه هو الجواد الكريم القائل عز وجل " ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب " الطلاق 2 ، 3 ، والقائل سبحانه " ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسراً " الطلاق 4 ، وهو القائل سبحانه " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " النور 31 .
فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة التوبة إلى الله سبحانه مما سلف من الذنوب والاستقامة على طاعته مع حسن الظن به عز وجل والحذر من أسباب غضبه .

ارتكاب بعض المعاصي لا سيما الكبائر يؤثر في إيمان العبد ، فإن ارتكاب الكبائر كالزنا وشرب الخمر وقتل النفس بغير حق وأكل الربا والغيبة والنميمة وغير ذلك من المعاصي يؤثر في توحيد الله والإيمان به ويضعفه ، ولكن لا يكفر المسلم بشيء من ذلك ما لم يستحله خلافاً للخوارج ، فإنهم يُكفِّرون المسلم بفعل المعصية كالزنا والسرقة وعقوق الوالدين وغير ذلك من كبائر الذنوب ولو لم يستحلها ، وهذا غلط عظيم من الخوارج ، فأهل السنة والجماعة لا يكفرونه بذلك ولا يخلدونه في النار ولكنهم يقولون هو ناقص الإيمان والتوحيد لكن لا يكفر كفراً أكبر بل يكون في إيمانه نقص وضعف ، ولهذا شرع الله في حق الزاني الحد بالجلد إذا كان بكراً يُجلد مائة جلدة ويُغرَّب عاماً ، وهكذا شارب الخمر يُجلد ولا يقتل ، وهكذا السارق تقطع يده ولا يقتل ، فلو كان الزنا وشرب الخمر والسرقة تُوجب الكفر الأكبر لقتلوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من بدَّل دينه فاقتلوه " رواه البخاري ؛ فدَّل ذلك على أن هذه المعاصي ليست رِدَّة ولكنها تُضعِف الإيمان وتُنقِصه فلهذا شرع الله تأديبهم بهذه الحدود ليتوبوا ويرجعوا إلى ربهم ويرتدعوا عمَّا حرَّم عليهم ربهم سبحانه . ، وقالت المعتزلة أن العاصي في منزلة بين منزلتين ولكنه يخلد في النار إذا مات عليها ، فخالفوا أهل السنة ووافقوا الخوارج في ذلك ، وكلتا الطائفتين قد ضلَّت عن السبيل.

والصواب هو القول الأول ، وهو قول أهل السنة والجماعة ، وهو أنه يكون عاصياً ضعيف الإيمان وعلى خطر عظيم من غضب الله وعقابه ولكنه ليس بكافر الكفر الأكبر الذي هو الرِدَّة عن الإسلام ، ولا يُخلَّد في النار أيضاً خلود الكفار إذا مات على شيء منها بل يكون تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذَّبه على قدر المعاصي التي مات عليها ثم يُخرجه من النار ولا يُخلَّد فيها أبد الآباد إلا الكفار ، ثم بعد مُضي ما حكم الله عليه من العذاب يُخرجه الله من النار إلى الجنة وهذا قول أهل الحق وهذا هو الذي تواترت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافاً للخوارج والمعتزلة والله يقول " إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " النساء 48 ، فعلَّق سبحانه ما دون الشرك على مشيئته عز وجل ، أما من مات على الشرك الأكبر فإنه يخلد في النار والجنةُ عليه حرامٌ ؛ لقول الله سبحانه " إنه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " المائدة 72 ، وقال سبحانه " ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون " التوبة 17 .

أما العاصي إذا دخل النار فيبقى فيها إلى ما يشاء الله ولا يخلد خلود الكفار ولكن قد تطول مدته ويكون هذا خلوداً خاصاً مؤقتاً ليس مثل خلود الكفار ، كما قال سبحانه في آية الفرقان لما ذكر المشرك والقاتل والزاني قال سبحانه " ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يُضاعَف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً " الفرقان 68 ، 69 ، فهو خلود مؤقت له نهاية ، أما المشرك فخلوده دائم أبد الآباد ، ولهذا قال عز وجل في حق المشركين في سورة البقرة " كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار " البقرة 167 ، وقال سبحانه في سورة المائدة في حق الكفرة " يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم " المائدة 37 .

وبالله التوفيق

وصل اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

15 - 6 - 1442هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 7 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر