الدرس 384 ألفاظ لا يصح قولها

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 13 رجب 1441هـ | عدد الزيارات: 883 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد البشير النذير

وبعد

قول ( البقية في حياتك ) هذه من ألفاظ التعزية عند بعض الناس ومعناها : أن الله يخلف ما فات علينا في وفاة فلان بأن يكون في بقية عمرك خير ونفع ، وإذا كان المعنى كذلك فلا بأس بها والأفضل اتباع ألفاظ السنة في ذلك .

قول ( لا حول الله ) هو اختصار قبيح لكلمة لا حول ولا قوة إلا بالله ، فلا يجوز لأنه يغير المعنى .

قول ( السام عليكم ) محرم لأنه قول منكر وتغيير لتحية الإسلام وكانت من تحايا اليهود لعنهم الله للنبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا فلا يجوز استعماله ولا إقراره بين المسلمين .

تعبيد الاسم لغير الله محرم بإجماع العلماء ومن ذلك : عبد النبي ، عبد الرسول ، وكذلك : عبد الحسين ، و عبد الأمير ... الخ

لفظ ( تبارك ) لا يجوز إطلاقها إلا على الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ) الفرقان 1 ، وقوله ( تبارك الذي بيده الملك ) الملك 1 ، ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) المؤمنون 14 ، أما المخلوق فيقال ( فلان مبارك ) كما قال الله عن عيسى عليه السلام ( وجعلني مباركا أين ما كنت ) مريم 31 ، وقال سبحانه ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) آل عمران 96 .

ويحرم استعمال عبارتي ( من حسن الطالع ) و ( من سوء الطالع ) لأن فيهما نسبة التأثير في الحوادث الكونية حسنا أو سوءا إلى المطالع .

قول ( الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ) قول صحيح ولا حرج فيه .

قول ( أعوذ بالله من شر من به شر ) قول صحيح وقد جاءت الاستعاذة في القرآن والسنة بمعنى ذلك كقول الله تعالى ( قل أعوب برب الفلق * من شر ما خلق ) الفلق 1 ، 2 .

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما فيقول : أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ، وثبت أيضا أن جبريل عليه السلام رقى النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتكى فقال : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل حاسد وعين الله يشفيك ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبة الحاجة : ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .

وعلى الإنسان أن يؤمن بقضاء الله وقدره فيصبر على الضراء ويشكر الله ويحمده على السراء وعليه أن يؤمن بأن الله قسم الأرزاق بين عباده وفاوت بينهم في آجالهم وأعمالهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم ولله الحكمة فيما يقضي ويقدر وعلى كل مسلم أن ينسب ما يصيب الخلق من نعمة وسعة رزق إلى الله سبحانه المتفضل بها والموفق لها وينسب ما أصابه مما عدا ذلك إلى قضاء الله وقدره وذلك من تحقيق توحيد الربوبية ويجب على المسلم البعد عما يقدح في عقيدته وتوحيده فلا ينسب الخير والنعم أو حلول المصائب والنقم إلى الحظوظ والطوالع فإن ذلك لا يجوز .

لا يجوز كتابة الآيات القرآنية أو عبارات فيها ذكر الله على اللوحات الإرشادية التي توضع على الطرق أو في مداخل المدن لما في ذلك من تعريضها للامتهان والأذى والعبث مع تقادم الزمن أو سقوطها أو الاستغناء عنها فيجب تنزيه آيات الله أو أي شيء فيه ذكره وصرف ذلك إلى ما أمر الله عباده به من التعبد بذكره سبحانه وتلاوة آياته وتدبر معانيها والاتعاظ بها .

لا يجوز إطلاق " قصر عباد الرحمن " أو " قصر تبارك " أو " قصر الكوثر " أو " قصر الفردوس " على الغرف والشقق المعدة للإيجار لأنها تشتمل على الكذب فالتسمية بــ ( قصر عباد الرحمن ) مشعرة بالمدح وقد يسكنه من ليس أهلاً لذلك .

وتسمية ( قصر تبارك ) لا يجوز لأن كلمة ( تبارك ) لا تطلق إلا على الله عز وجل كما قال الله تعالى ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ) الملك 1 ، و القصر المذكور قد يكون غير مبارك ولا خير فيه

و ( قصر الكوثر ) الذي هو : الخير الكثير ، وقد يكون القصر شراً محضاً ويطلق على نهر في الجنة أعطاه الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، كما في قول الله عز وجل ( إنا أعطيناك الكوثر ) سورة الكوثر 1 ، ولأن الفردوس اسم لأعلى الجنة وأوسطها فلا يليق أن يسمى به قصر من قصور الدنيا .

" مناف " اسم لصنم وبه سمي عبد مناف بن قصي بن كلاب والد هاشم وكانت أمه قد أخدمته هذا الصنم وعلى هذا لا يجوز التسمي بأسماء الأصنام مثل مناف واللات والعزى ومناة ونحوها لما فيه من إظهار هذه الأصنام وتعظيمها وإجلالها وهذا محرم فيجب أن يغير مسمى المحل إلى اسم لا محذور فيه قطعا لوسائل الشرك وسداً لذرائعه .

لا يجوز تسمية المحل بهذا الاسم ( نيروز ) لأنه اسم لعيد الفرس والمسلمون منهيون عن التشبه بالكفار وبالأعاجم .

يكره أن يقول ( يا سيدي ) لما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على كراهية ذلك والمشروع أن يدعوه باسمه أو كنيته أو يقول ( يا أخي ) إن كان مسلما أما مناداة من حج بــ " الحاج " ، فالأولى تركها لأن أداء الواجبات الشرعية لا يمنح أسماءً وألقاباً بل ثواباً من الله تعالى لمن تقبل منه ويجب على المسلم ألا تتعلق نفسه بمثل هذه الأشياء لتكون نيته خالصة لوجه الله تعالى .

لا يجوز للمسلم أن يحقر أخاه المسلم أو يصفه بصفات النقص ولا أن يلقبه بالألقاب التي لا يرضاها لقوله تعالى ( يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) الحجرات 11 ، ولقوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) رواه البخاري

ومن حصل منه شيء من احتقار إخوانه أو الاستهزاء بهم فإن عليه التوبة وطلب المسامحة من إخوانه .

الجلوس بين الظل والشمس مكروه لأن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى أن يقعد بين الظل والشمس " ، رواه ابن ماجه بسند جيد وثبت عنه أيضا عليه الصلاة والسلام أنه سماه : " مجلس الشيطان " ، رواه أحمد وابن ماجه .

لا إثم عليك إذا عجزت عن الوضوء باليد اليمنى أو الذبح بها وننصحك أن تمرن يدك اليمنى على العمل قدر الاستطاعة عسى أن تعتاد العمل بها ، فقد ثبت النهي عن الأخذ والإعطاء بالشمال فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليأكل أحدكم بيمينه وليشرب بيمينه وليعط بيمينه وليأخذ بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله ) رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له .

إذا حصل ما يعجب الإنسان ويسره فليسبح الله ويكبره ويحمده ويشكره على نعمه رجاء المزيد من خيره وإذا أعجب بكلام شخص أو نصيحته أو حسن قراءته وتذكيره الناس مثلاً فليثن عليه من غير مبالغة في ذلك وليدع له ويشجعه على الخير .

ولا يصفق الرجال إذا نابهم شيء في الصلاة أو غيرها فإنما التصفيق للنساء وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك على وجه العموم فلا ينبغي التصفيق من الرجل لمداعبة طفله أو أن يطلب من التلاميذ في الفصل التصفيق لتلميذ آخر فأقل أحواله الكراهة الشديدة لكونه من خصال الجاهلية .

الصفير لا يجوز ويسمى في اللغة ( المكاء ) وهو من خصال الجاهلية ومن مساويء الأخلاق ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ) الأنفال35 .

كسوة الكعبة أمر معروف ومشهور من قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بقرون طويلة وقد اختلف المؤرخون في تعيين أول من كساها فقيل تُبّع وقيل إسماعيل وقيل عدنان وقيل غير ذلك ومعرفة ذلك ليس من ورائه فائدة شرعية ولما جاء الله بالإسلام أقر النبي صلى الله عليه وسلم كسوة الكعبة وقال يوم الفتح لما ذكر له قول سعد بن عبادة لأبي سفيان ( يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة ) قال عليه الصلاة والسلام : " كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة " رواه البخاري في صحيحه مرسلا .

قال الحافظ ابن حجر في شرحه : فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه هو الذي يكسوها في ذلك العام ووقع ذلك وانتهى وفعل ذلك الصحابة رضي الله عنهم وتوارث المسلمون هذا وصار الخلفاء وملوك الإسلام يتنافسون في تعظيم الكعبة بكسوتها كل عام حتى وقتنا الحاضر .

والحمد لله رب العالمين

12 - 7 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 7 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 132 الجزء الثالث : شروط قبول الدعاء - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 131 الجزء الثالث ‌‌وجوب النهي عن المنكر على الجميع - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي