شرح بعض أسماء الله

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 20 شهر رمضان 1434هـ | عدد الزيارات: 1726 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله ذي الصفات الكاملة العليا والأسماء الفاضلة الحسنى خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وتدبيره ولا نظير له في صفاته ولا راد لتقديره وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بربه استعان في صغير أمره وجليله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين عرفوا الحق بدليله وسلم تسليماً

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله واعلموا أن الله لا شريك له في جميع صفاته ولا مضاهي له في أسمائه وتقديراته فهو "الله" الذي تألهه القلوب بالمحبة والود والتعظيم

وهو "الرحمن الرحيم" الذي أرحم بعباده من الوالدة بولدها فما من نعمة وجدت إلا من رحمته وما من نقمة دفعت إلا من آثار رحمته

وهو "الملك" مالك العالم كله علوه وسفله لا يتحرك متحرك إلا بعلمه وإرادته وما يسكن من ساكن إلا بعلمه وإرادته

وهو "القدوس" الذي تقدس وتنزه عن النقائص والعيوب فلقد خلق السموات بما فيها من النجوم والأفلاك وخلق الأرض بما فيها من البحار والأشجار والجبال والمصالح والأقوات خلق كل ذلك وما بين السموات والأرض في ستة أيام سواء للسائلين وما مسه من تعب ولا لغوب

وهو "القوي القهار" فما من مخلوق إلا وتحت قدرته وقهره وما من جبروت إلا وقد ذل لعظمته وسطوته

هو "العليم" الذي يعلم السر وأخفى ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه يعلم ما توسوس به نفس العبد قبل أن يتكلم به وهو الرقيب الشاهد عليه في كل حالاته وما يغيب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أًصغر من ذلك ولا أكبر

وهو "العلي الأعلى" هو العلي في ذاته فوق عرشه العلي في صفاته فما يشبهه أحد من خلقه

وهو "الجبار" الذي يجبر الكسير والضعيف ويأخذ القوي بالقهر المنيف

وهو "الغفور" الذي يغفر الذنوب وإن عظمت ويستر العيوب وإن كثرت

وفي الحديث القدسي عنه تبارك وتعالى قال " يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو آتيتني بملء الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بملئها مغفرة " رواه الترمذي وحسنة الألباني ،

وهو " الخلاق القدير " الذي أمسك بقدرته السموات والأرض أن تزولا ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه

وهو "الحكيم" في شرعه وقدره فما خلق شيئاً عبثاً ولا شرع عبادة لهواً ولعباً ومع ذلك فله الحكم آخراً وأولاً

وهو "الغني" بذاته عن جميع مخلوقاته

وهو "الكريم" بجزيل عطائه وهباته فيده لا تغيضها نفقة

أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض وفي الحديث قال الله تعالى " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر"رواه مسلم ، وفي رواية " ذلك بأني جواد واجد ما وجد أفعل ما أريد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري بشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون " رواه أبو ذر وحسنه ابن حجر

" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون " الأعراف 180

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى والصلاة على المصطفى

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله تعلى واعرفوا ما لله تعالى من الأسماء والصفات فإن معرفة ذلك زيادة في الإيمان وبصيرة في دين الله وعرفان

ولله تعالى أكثر من تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة ألا وإن إحصاءها أن يعرف العبد لفظها ومعناها ويتعبد لله تعالى بموجبها ومقتضاها

فمن أسمائه تعالى "الحي القيوم" وهو اسم الله الأعظم الذي دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى فهو الحي الكامل في حياته حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال فهو الحي لا يموت وهو الباقي وكل من عليها فان أما القيوم فهو الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع خلقه وفي الحديث القدسي إن الله تعالى يقول " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً " رواه مسلم

وللقيوم معنى آخر وهو القائم على غيره فكل ما في السموات والأرض فإنه مضطر إلى الله لا قيام له ولا ثبات ولا وجود إلا بالله

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بذلك في محكم كتابه بقوله " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " الأحزاب:56 ، وقال عليه الصلاة والسلام " من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا " رواه مسلم ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المجاهدين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم كن لإخواننا في مصر واجمع شملهم على كلمة التوحيد اللهم كن لإخواننا في سوريا وانصرهم على النصيرية والرافضة اللهم ارزق إخواننا في ليبيا وتونس من يحكم بشرعك اللهم اجمع شمل المسلمين في اليمن وولي عليهم من يخافك ويتقيك اللهم كن لإخواننا في كشمير وانصرهم على من ظلمهم اللهم كن لإخواننا في الشيشان وانصرهم على الملاحدة واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين

عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون " العنكبوت:45

18 - 9 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 4 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي