التحذير من المجاهرة بالمعصية

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 20 شهر رمضان 1434هـ | عدد الزيارات: 4344 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الحليم التواب أحمده سبحانه يقبل التوبة من كل عبد أواب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل رسول أنزل الله عليه خير كتاب

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه

أما بعد

عباد الله: إن المجاهرة بالمعصية والاستهتار بعقوبة الزلة إثم عظيم وحوب كبير يترفع عنها المؤمنون ويقدم عليها كل من ضل عن سواء السبيل ولقد ذم الله الأمم في العصور الخوالي ممن جاهر الله بالعصيان وأمن مكر الملك الديان فأخذهم بالعذاب على غرة وهم في غيهم يعمهون

ووجه أنظار عباده إلى مصيرهم ليحذروا مجالب سخط الله ولئلا يصيبهم ما أصاب الأمم قبلهم فقال "أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحاً وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"الأعراف:97-99 ، قال بعض مفسري السلف: بغت القوم أمر الله وما أخذ الله قوماً قط إلا عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم فلا تغتروا بالله

وفي الحديث " إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معصيته ما يحب فإنما هو استدراج " حسنه الألباني

ويقول تعالى " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون " الأنعام44 ، والمعصية يا عباد الله قبيحة في وضعها ومظهرها قبيحة بالنسبة لمولي النعم الكريم لأنها خروج على أمره وجحود لفضله وأقبح منها المجاهرة وإعلانها والاستهتار بعقوبتها فهو طغيان ليس وراءه من طغيان ولذلك عظم الله الجزاء لعظم الذنب وتوعد المجاهر بالعصيان مع الإصرار عليه بالحرمان من المغفرة وبالمؤاخذة بجريرة المجاهرة كما جاء في الحديث "كل أمتي معافى إلا المجاهرون" متفق عليه. أي لا يكون المجاهرون في عافية من عذاب الله ونقمته جزاء جرأتهم عليه ومجاهرتهم بمعصيته وشقهم الطريق لغيرهم في الانحراف إلى مسلك الرذيلة فكانوا بذلك قدوة سيئة عليهم وزر من أضلوه وانحرفوا به إلى جانب أوزارهم كما جاء في الحديث "من دعا إلى ضلالة كان عليه من الآثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيء" رواه مسلم، ومن المجاهرة أن يعمل الرجل عملاً بالليل ثم يصبح وقد ستر الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه فأصبح يكشف ستر ربه عليه

أما الأمثلة على المجاهرة بالمعصية فإنها في دنيا الناس تتجاوز الحصر وتطغى على كل حساب فآكل الربا الذي توعد الله متعاطيه بإعلان الحرب عليه تتعامل به البنوك ويحتال البعض على أكله بطرق ملتوية جهاراً واستهتاراً إلا من عصم الله

وبيع الذمم بالرشوة تبارى البعض من الناس فيه لإزالة معالم الحق ورفع رايات الباطل يعمدون إليه دون الخشية من عذاب ولا عقاب وتحلل النساء من الحشمة وإعلانهن التبرج المحرم إغراء بالفتنة وسيرا في ر كاب الشيطان وغير ذلك مما نترفع عن ذكره ونطهر ألسنتنا عن التلوث بنطقه ولن نذكر أمثلة مما يتحدث به البعض المجاهرون بالمعاصي حتى لا نكون من المشيعين للفاحشة بين الناس

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي هدانا للإٍسلام وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله واحذروا المعاصي والمجاهرة بها فإن من آثارها السيئة في المجتمع احتباس الغيث من السماء واشتداد البلاء وتنوع المحن والأرزاء فما نزل بلاء إلا بذنب ولا سلبت نعمة إلا بمقارفة معصية كما قال تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم"الشورى:30 وفي الحديث " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا " رواه ابن ماجه وصححه الألباني ، ومصداق ذلك ما نرى من أمراض مستعصية لم يكن لها في الماضين ذكر ولم يكشف عنها خبر مثل مرض نقص المناعة "الإيدز" ، قيل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:حدثينا عن الزلزلة فقالت "إذا استباحوا الزنا وشربوا الخمور وضربوا المعازف غار الله عز وجل في سمائه فقال للإرض تزلزلي بهم فإن تابوا وإلا هدمها عليهم "رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"الأحزاب:56 وقال عليه الصلاة والسلام " من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا " رواه مسلم ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المجاهدين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم كن لإخواننا في مصر واجمع شملهم على كلمة التوحيد اللهم كن لإخواننا في سوريا وانصرهم على النصيرية والرافضة اللهم ارزق إخواننا في ليبيا وتونس من يحكم بشرعك اللهم اجمع شمل المسلمين في اليمن وول عليهم من يخافك ويتقيك اللهم كن لإخواننا في كشمير وانصرهم على من ظلمهم اللهم كن لإخواننا في الشيشان وانصرهم على الملاحدة اللهم اجمع شمل المسلمين في فلسطين وانصرهم على اليهود وطهر الأقصى من دنسهم اللهم اجمع شمل المسلمين في باكستان وافغانستان اللهم كن لإخواننا أهل السنة في العراق وإيران وانصرهم على الرافضة واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين

عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون العنكبوت:45 وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله

18 - 9 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية