الدرس 354 صفة العرش والكرسي

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 9 ربيع الأول 1434هـ | عدد الزيارات: 1918 القسم: الفوائد الكتابية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

قال الله تعالى : رفيع الدرجات ذو العرش [ غافر : 15 ] . وقال تعالى : فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم [ المؤمنون : 116 ] . وقال الله : لا إله إلا هو رب العرش العظيم [ النمل : 26 ] . وقال : وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد [ البروج : 14 ] . وقال تعالى : الرحمن على العرش استوى [ طه : 5 ] . وقال : ثم استوى على العرش [ الأعراف : 54 ] . في غير ما آية من القرآن وقال تعالى : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما [ غافر : 7 ] . وقال تعالى : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [ الحاقة : 17 ] . وقال تعالى : وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين [ الزمر : 75 ] . وفي الدعاء المروي في الصحيح في دعاء الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم . وروى الإمام أحمد : عن عباس بن عبد المطلب ، قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما هذا قال قلنا : السحاب قال : والمزن قال : قلنا : والمزن قال : والعنان قال : فسكتنا فقال : هل تدرون كم بين السماء والأرض ؟ قال : قلنا : الله ورسوله أعلم قال : بينهما مسيرة خمس مئة سنة ، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمس مئة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمس مئة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض ، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله فوق ذلك ، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء . هذا لفظ الإمام أحمد ورواه أبو داود ، وابن ماجه ، والترمذي من حديث سماك بإسناده نحوه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وثبت في صحيح البخاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ; فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ، وفوقه عرش الرحمن . يروى : وفوقه بالفتح على الظرفية ، وبالضم قال الحافظ المزي : وهو أحسن . أي : وأعلاها عرش الرحمن ، وقد جاء في بعض الآثار : أن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش ، وهو تسبيحه وتعظيمه ، وما ذاك إلا لقربهم منه ، وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ . وذكر الحافظ ابن الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب صفة العرش عن بعض السلف : أن العرش مخلوق من ياقوتة حمراء ، بعد ما بين قطريه مسيرة خمسين ألف سنة . قوله تعالى : تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة [ المعارج : 4 ] . أنه بعد ما بين العرش إلى الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة ، وأن اتساعه خمسون ألف سنة . وقد ذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه محيط بالعالم من كل جهة ، وأيضا فإنه فوق الجنة ، والجنة فوق السماوات ، وفيها مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ،
، وروى أبو داود : عن جابر بن عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام "
والصحيح عن الصحابة والتابعين أن الكرسي غير العرش ، وعن ابن عباس ، وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله تعالى : وسع كرسيه السماوات والأرض [ البقرة : 255 ] . أي علمه ، والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه ، وقال : إنه على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه من طريق سفيان الثوري ، وعن ابن عباس أنه قال : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل ، وروى ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال : لو أن السماوات السبع والأرضين السبع بسطن ، ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة ، عن أبي ذر الغفاري ; أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة . وعن سعيد بن جبير قال : سئل ابن عباس عن قوله عز وجل : وكان عرشه على الماء [ هود : 7 ] . على أي شيء كان الماء ؟ قال : على متن الريح قال : والسماوات والأرضون وكل ما فيهن من شيء تحيط بها البحار ، ويحيط بذلك كله الهيكل ، ويحيط بالهيكل فيما قيل الكرسي . وروى عن وهب بن منبه نحوه ، وفسر وهب الهيكل فقال : شيء من أطراف السماوات محدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط.

وبالله التوفيق

1434/3/8 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 9 =

/500