الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
في الصحيح عن أنس قال : " شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته فقال : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت {ليسَ لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ} (سورة آل عمران آية 128)
ورد الحديث في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه بهذا اللفظ أنه قال: " أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَومَ أُحُدٍ، وَشُجَّ في رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عنْه، ويقولُ: كيفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهو يَدْعُوهُمْ إلى اللهِ؟ فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ليسَ لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ} (سورة آل عمران آية 128) .
قوله:"أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ"، وهي السِّنُّ الَّتي بينَ الثَّنِيَّةِ والنَّابِ، وكانت الرَّبَاعِيَةُ المكسورةُ هي السُّفْلَى مِنَ الجانِبِ الأَيْمَنِ.
قوله "يَومَ أُحُدٍ" أي يوم وقَعَت غَزوةُ أُحدٍ بيْنَ المُسلِمين وقُريشٍ وكان ذلك في شوَّالٍ في السَّنةِ الثَّالثةِ مِن الهِجرةِ، و(أحد) جبلٌ يطل على المدينة المنورة من الجهة الشمالية وكان يبعد عنها ثلاثة أميال ونصف قبل أن يصله العمران. وعلى بعد (4 كم) من المسجد النبوي ، يمتد الجبل كسلسلة من الشرق إلى الغرب ويميل نحو الشمال.
قوله "شُجَّ" الشجة الجرح في الرأس والوجه خاصة.
قوله :"يَسْلتُ" أي: يُزِيلُ الدَّمَ عنه، ويقولُ استِعظامًا واستِعجابًا: «كيف يُفلِحُ» ويَفوزُ بالهِدايةِ «قومٌ شَجُّوا نبيَّهم» في وَجهِه ورَأسِه «وكَسَروا رَبَاعِيَتَه وهو يَدعُوهم إلى الله؟!» والاستفهامُ للإنكارِ المضمَّنِ معنى التَّعجُّبِ، أي: لا يُفلِحون.
قوله " فنزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أي: ليس إليكَ مِن إصلاحِهم ولا مِن عذابِهم شيءٌ.
وبالله التوفيق
وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1434-3-2 هـ